11 سبتمبر 2025

تسجيل

  اخرجوا ودعوا اليمن لليمنيـين

29 أبريل 2020

(جنوبيون لا يعرفون إلا النصر)! هذه كانت أولى عبارات المجلس الانتقالي الإماراتي اليمني الجنوبي بعد الإعلان عن الإدارة الذاتية لجنوب اليمن وعدم وقوعه تحت سلطة أو حكم عبد ربه منصور هادي الرئيس الذي يطلق عليه (صوريا) الرئيس الشرعي للجمهورية اليمنية الموحدة، وهنا كان علي أن أقدم اسم الإمارات على اليمن باعتبار أنها تملك اليد الطولى في عدن والمتحكمة فيما تسمى العاصمة المؤقتة لليمن بعد سقوط العاصمة الرئيسية صنعاء بيد الحوثيين، بالإضافة إلى معظم المحافظات اليمنية الواقعة الآن تحت سلطتهم وتحريرها من أيديهم لتستفرد أبوظبي بالمدينة التجارية والاقتصادية الهامة وهي عدن وتستفرد بموانئها ومضائقها ومطارها وكافة مراكزها الحيوية لا سيما وأنها لقيت من يشجعها على الاستمرار في سياستها. يمكن أن نطلق عليه اليوم احتلالا مشروعا باعتبار أن الجنوبيين الذين لا يعرفون غير النصر هم في الأساس جنوبيون لا يعرفون سوى الخيانة ولا أريد حقا أن أعتذر عن هذا الوصف الذي يمكن أن يكون أقل الصفات أدبا في التعبير عن الوضع الذي آل إليه ما كان يسمى باليمن السعيد وقد سلمه هادي المرفه في الرياض بيديه الاثنتين إلى كل من السعودية والإمارات وعدة دول عربية تنهش منه ما يمكن أن يكون قسمتها من غنيمة حرب غير متكافئة كانت ساحتها هذا البلد العربي الفقير المغبون والمنسي الذي عبث به تحالف الرياض وأبوظبي ما بين قتل عشوائي لآلاف اليمنيين المدنيين الأبرياء وفقر مدقع لمجاعة إنسانية لم يعرفها العهد الحديث منذ عشرات السنين وأمراض وبائية فتكت بالصغير والكبير دون اهتمام إنساني وعلاجات ناجعة وخدمات صحية وكوادر طبية ومستشفيات حديثة يمكنها أن تسع لمئات الآلاف من الذين يسقطون مرضى وجرحى جراء هجمات التحالف وغاراته العمياء أو حتى من الحوثيين أنفسهم والذين لا يمكن أن يخرجوا من ذنب آلاف من الأرواح اليمنية البريئة التي ذهبت نتيجة طمع السلطة والجلوس على حكم بلد كانت تحكمه بلقيس وذي يزن فمن أنتم اليوم لتحكموه؟!. اليوم يبارك الإماراتيون علنا لليمن الجنوبي (استقلاله) عن نظيره الشمالي ويرون أنهم استحكموا بصورة كاملة على الجنوب وأن رئيس المجلس الانتقالي المقيم حاليا في أبوظبي بينما يتمخطر نائبه في عدن لينفذ توجيهاته التي هي أساسا توجيهات أبوظبي بينما الجميع يسأل أين الرياض التي تؤوي الرئيس الفعلي لليمن وكانت قد وعدته قبل خمس سنين وتحديدا يوم الخامس عشر من مارس عام 2015 أنه سيعود بعد أيام قليلة من انطلاق عاصفة الحزم والعزم لقصر الرئاسة في صنعاء معززا ومكرما ورئيسا لا يقف أمامه لا حوثي ولا جنوبي؟! أين أبوظبي التي لاعبت الرياض وربما تواطأت معها وهذا هو الغالب وشاركتها الوعد والأماني للعجوز هادي في عودته قريبا وجلس هو يُمنّي النفس والخاطر وحلم العودة يراوده وشيئا فشيئا نسي هو الآخر أن له دولة كان هو رئيسها وأن العاصفة التي قال ولي عهد السعودية إنها ستكون لأيام قليلة قد امتدت لأكثر من خمس سنوات وأن عدو بلاده قد تضاعف ليصبحوا أعداءً ما بين حوثي مسيطر وجنوبي تابع وإماراتي مراوغ وسعودي متواطئ؟! فهل هذا بلد أم أصبح مأوى ليحتل الحوثي جانبا وتسيطر الإمارات على جانب ويحتفل الجنوبي بجانب بينما تبحث السعودية على نصيبها من الكعكة في المهرة وما حولها؟!. ضاع اليمن وأقولها بالفم المليان إنه ضاع ولن يعود إلا بحال واحد وهو خروج أيادي الغدر الإماراتية وأصابع القتل السعودية منه وليتفق اليمنيون ومن بينهم الحوثيون فيما بينهم بحوار جاد ملزم التنفيذ ترعاه إحدى الدول الكبرى ومنظمات أممية تهتم بالشأن اليمني وحده وليخرج هادي من هذا الحوار بعيدا حيث هو الآن في أحد قصور الرياض الصغيرة ينتظر طائرة تأتيه من أثيوبيا بالقات الذي يشغل باله حاليا ولينتظر عطف السعوديين عليه وصدقتهم أما أن يستمر الوضع على ما هو عليه فلا يمكن أن يعود اليمن يمناً إلا بهذا وقد بلغت والله الشاهد. [email protected] @ebtesam777