15 سبتمبر 2025
تسجيلسابقة يرسي قواعدها سعادة وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، تمثلت تلك السابقة في دعوته لنخبة من أقدم السفراء الذين فسحوا الطريق لجيل الشباب لتولي مراكزهم القيادية في السلم الإداري والدبلوماسي، وبعض من أساتذة الجامعة ورجال أعمال. هدفه من ذلك اللقاء التعارف وإحاطة الحاضرين ببرنامج عمله للنهوض بالأداء العملي في كل مناحي مهام الوزارة، بانيا على ما بناه أصحاب السعادة والمعالي الوزراء السابقون، وفي تقديري أنه سيواصل التواصل مع نخبة أخرى من ذات الاختصاص للاستفادة من خبراتهم وسعة معرفتهم..(2) رحب سعادة الوزير في بداية الجلسة، على مائدة الغداء بالحضور وتحدث عن رغبة الوزارة في سماع آراء هذه النخب حول القضايا الهامة التي تدور في المنطقة، تكون آراء تحليلية موضوعية، كما أشار إلى أهمية مشاركة هذه النخب الدبلوماسية في المؤتمرات والندوات الفكرية التي تعقد في دولة قطر سواء تحت مظلة وزارة الخارجية أو أي جهة علمية أخرى مثل المؤتمرات والندوات التي تعقدها مؤسسات أكاديمية، كما أنه أشار إلى أهمية المشاركة بكتابة أبحاث أو دراسات لتستفيد منها الوزارة ومنتسبوها. تعاقب الحضور على تناول الكلمات مشيدين بهذه السابقة ومقدرين ومثمنين ما قام به سعادة الوزير نحوهم، خاصة أصحاب السعادة السفراء السابقين.. ليس من حقي الحديث عما تداوله الحضور لأنني لم أستأذن الداعي في كتابة الحوار الذي دار بين الوزير وضيوفه. لقد طُرحت أفكار بناءة وريت أركان مكتب الوزير مجدين في تسجيل وقائع ذلك الحوار ليقدم لسعادته مكتوبا ومن ثم المتابعة. (3) والحق أنها سابقة حميدة أتمنى أن يتبناها كل الوزراء، في جلسات غير رسمية مع أهل الاختصاص مطعمين بأصحاب رأي من المجتمع. بهذه الطريقة يستطيع كل صانع قرار أن يعرف عن الواقع الذي تعيشه الدولة المتعلق بنطاق عمله من زوايا مختلفة تؤهله لاتخاذ القرارات المناسبة ورسم خطة عملة، انطلاقا من الحكمة العربية القائلة "من استبد برأيه ضل". وفي هذا السياق، أقول: لو تمكن وزير التعليم والتعليم العالي من الالتقاء ببعض أولياء أمور الطلبة في مراحل التعليم العام وناقش معهم في حوار غير رسمي، كما فعل وزير الخارجية، المشاكل التي يعانيها أبناؤهم في المدارس خاصة أو عامة، ومستوى التعليم الذي يتلقونه، أعتقد أنه سيكون أنجع عمل يقوم به بعيدا عن التقارير التي يقدمها له مساعدوه. إن الاتصال الجماهيري هو الأنجح عملا في فن الإدارة العامة.لقد ضربت مثلا بوزارة التعليم والتعليم العالي، وذلك لا يعني الانتقاص بما يقوم به الوزير وأركان وزارته من جهود لخلق بيئة تعليمية والعمل للارتفاع بمستوى التحصيل العلمي. إن التقاء وزير التعليم ببعض من أولياء أمور الطلاب لا يعني تجاهل القيادات التعليمية في المدارس بجميع أصنافها.. إن ذلك العمل في تقديري هو المكمل للعملية التعليمية. آخر القول: أتمنى من كل قلبي أن يسلك الوزراء سلوك وزير الخارجية في استضافة نخبة تتبعها نخبة أخرى من كوادر وزاراتهم السابقين، مطعمين بأساتذة من الجامعة ومن رجال الأعمال بهدف اكتشاف معالم الطريق التي كادت البيروقراطية أن تخفي معالمها في مؤسساتهم... والله ولي التوفيق.