18 أكتوبر 2025
تسجيلرائع جدا ان يكون لقسم الإعلام في جامعة قطر مؤتمر دولي سنوي يدعى إليه أكاديميون وباحثون وصحفيون من كافة أنحاء العالم، من المقرر ان يطرحوا في دورته الثانية على مدار اليوم وغدا /الثلاثاء والأربعاء/ حوالي 25 ورقة علمية من 15 دولة يتطرقون فيها إلى موضوع في غاية الأهمية هو الإعلام والأزمات سواء التي وقعت داخل الدول العربية او خارج المنطقة العربية والإسلامية. وذلك تحت مسمى اختير له عنوان /الإعلام والأزمات: فن التلاعب والتضليل والدعاية/.تركيزي اليوم على هذا المؤتمر يأتي في صلب اهتمامي الشخصي كوني احد خريجي قسم الاعلام بجامعة قطر بل ومع اول دفعة صحافة تخرجنا منه عام 1982 مع ثلة من الزملاء الذين انخرط بعض منهم في العمل بالميدان الاعلامي وآخرون في مواقع اخرى متنوعة في اجهزة الدولة اذكر منهم الاخوة السفير حسين أحمد الحميد وسنان المسلماني وأحمد عاشير وفهد الخليفي وخليل الدرويش ومحمد المالكي وغيرهم اضافة إلى أسماء زملاء آخرين من دول عربية واجنبية.يعنيني قسم الاعلام بجامعة قطر كونه شكل منّا نواة من الدفعة الاولى نحمل طموح الريادة، وكنا نجتهد مخلصين لوضع بصماتنا كصحفيي المستقبل في الدولة، كنا نتلمس طرائقنا ونتمنى بجهودنا ان نضع اساسا لقسم الاعلام، يشرف علينا ويتابعنا ويدرسنا المهنة الدكتور محمود شريف /رحمه الله/ الذي شكل منا فريقا متجانسا اسسنا اول جريدة للقسم تحت مسمى /صوت الجامعة/ فكان صدور العدد الاول منها بشير خير لنا بعد ان نال رضا واستحسان ادارة الجامعة ومسؤوليها وطلبتها ايضا، ووجدنا التشجيع والدعم والمؤازرة، وكانت الانطلاقة الحقيقية لعدد من زملائنا، وبذلنا جهدنا في تواصل اعدادها بحيث اعتبرناها الانطلاقة الاولى لتأسيس /صوت الجامعة/ التي منها تلمسنا اول خطواتنا في بلاط صاحبة الجلالة.اتوق ان أرى قسم الاعلام بهذا المستوى من التطور والرقي، بحيث يؤسس لمؤتمر عالمي باسمه، واتمنى ان تكون هذه المنتديات التي ينظمها القسم هي من صميم افكار الطلبة والطالبات وفرصة ليكون الجسر العابر للتواصل مع الإعلاميين المتمرسين في المؤسسات الإعلامية المختلفة، هذه المبادرات مطلوب منها ان تنمي روح حب العمل الصحفي وحب المهنة لدى خريجي القسم خاصة الذين ينوون التخصص في المجال الإعلامي العملي ويصبحون صحفيين متمرسين على أرض الواقع.موضوع فعلا ذو اهمية فائقة ذلك الذي سينظمه قسم الاعلام بجامعة قطر، وربما يتجاوز موضوع المؤتمر وحساسيته امكانيات القسم، إلا ان التحدى والطموح دائما ما يكون اكبر من الواقع وها هو التحدي يقود إلى انعقاده للسنة الثانية بأجندة عالية القوة، كون موضوع الأزمات بمختلف أنواعها وأشكالها تنتشر في مختلف مناطق العالم، ومواجهتها اصعب في ظل غياب المصداقية عما يشاهده ويسمعه ويقرأه المتابع العربي.ونتسائل جميعا.. أين هي المصداقية فعلا؟ أين تكمن الحقيقة؟ ما هو دور الإعلام من هذه الازمات التي يعيشها المواطن العربي؟ ما نتابعه للاسف ان الاعلام اصبح وسائط لإثارة الفتن بدل ان يكون عامل تثقيف وتوعية للرأي العام.. سنرى ما سيكشف عنه مؤتمر قسم الاعلام بجامعة قطر يوم غد وسلامتكم.