16 سبتمبر 2025
تسجيلفي العدد الماضي تحدثنا عن نشأة شاعر الحب والرومانسية وتعليمه وعشقه للشعر منذ نعومة أظافره وأنه كتب أول ديوان له وهو طالب بكلية الحقوق ونشره على نفقته بل انه أسس دارا للنشر وهو في هذه السن الصغيرة.. كما رأينا أن عمله بالسلك الدبلوماسي أتاح له السفر والإقامة في عدة مدن أبرزها مدريد ولندن وبيروت والقاهرة. واليوم نستكمل ما بدأناه ونرى أثر كل ذلك على أشعاره.. لقد أحب المرأة واحترمها ودافع عن حريتها.. يقول الأديب الكبير الأستاذ يوسف إدريس عن نزار أنه دخل مملكة الشعر من باب الحريم حيث يداعب مشاعرها حين يقول: أريد النقاط رسوم لشكل يديك لصوت يديك لصمت يديك فهل تجلسين أمامى قليلا لأرسم المستحيل وكان نزار يؤجج مشاعر المرأة عندما يقول: كيف العثور عليك.؟ انى ضائع بين القطيفة والبنفسج والزمرد والرخام إن كنت خائفة فلا تتكلمى فأنا أشم الصوت قبل مجيئه وأشم رائحة الكلام وكانت له معادله وفلسفة وجودية فى الحب حيث يقول : أعشق يا حبيبتى إذن أنا موجود أكتب يا حبيبتى فأسترد الزمن المفقود ولابد أن نزار قد تأثر بأسفاره وخبراته المتعددة فى المدن والأقطار المختلفة حين يقول : عيناك من عسل حجازى وخصرك بعض ما غزل الغمام ويداك من ذهب ومن عنب ومن خمر حليبى ومن ريش النعام وأنا أمام تحولات الكحل فى العينين طفل ضائع وسط الزحام وأنا أحبك غير أنى قد نسيت الآن ترتيب الكلام والآن دعونا نبحر مع أجمل ما كتب شاعرنا – فى رأيى الشخصى – وقصيدة " كلمات " والتى يقول فيها : قولى أحبك كى تزيد وسامتى فبغير حبك لا أكون جميلا قولى أحبك كى تصير أصابعى ذهبا وتصبح جبهتى قنديلا قولى أحبك كى يتم تحولى فأصير قمحا أو أصير نخيلا الآن قوليها ولا تترددى بعض الهوى لا يقبل التأجيلا قولى أحبك كى تزيد قداستى ويصير شعرى فى الهوى إنجيلا سأغير التقويم لو أحببتنى أمحو فصولا أو أضيف فصولا وسينتهي العصر القديم على يدى وأقيم مملكة النساء بديلا قولى أحبك كى تصير قصائدى مائية وكتاباتى تنزيلا ملك أنا لو تصبحين حبيبتى أغزو الشموس مراكبا وخيولا الكلام عن نزار لا ينتهي.. ولن ينتهي.. طالما وجدت المرأة.. ووجد الحب.. ووجد الشعر.. حتى ولو لم يكن هناك نزار.. الذي توفى في الثالث من أبريل 1998 في حضن المدينة العجوز لندن تلك المدينة التي عاش فيها سفيرا.. وخرج منها في نعش.. ليدفن في دمشق.. حيث شيعته الملايين إلى مثواه الأخير.. وبكاه الملايين في العالم.. وكان أغلبهم من النساء. رحم الله نزار الذي سيعيش بأشعاره معنا.. دائما.. والى آخر العمر.