31 أكتوبر 2025

تسجيل

منزل العمر وضمير المقاول

29 أبريل 2012

منذ أكثر من ست سنوات وهو يعاني الأمرين مع المقاولين الذين يقومون ببناء بيته الذي حصل عليه بضمان راتبه في الدولة، واستحق القرض، فقد منى نفسه وهو يقرأ اسمه مع المنتفعين بالسكن الحكومي والقرض والأرض، أن ينتهي من بيته ويوفر لأخوته الآخرين في المنزل مكاناً لكن تلك الأمنية لم تتحقق حتى الآن وذلك بسبب تلاعب المقاولين تهرب بعضهم من المسؤولية، بل الهروب للخارج وهو لم ينه عمله، وبذلك خسر كل القرض وما زال ينتظر المقاول المناسب الذي لا يراوغ وينجز عمله بكل إخلاص وأمانة كما يدعي الكثير من هؤلاء في إعلاناتهم. لقد ابتعد البعض عن بناء المنزل الخاص به وانتهى بشراء منزل جاهز البناء رغم عيوب ذلك والجودة غير الكاملة في مثل هذا المنزل، لكنه ناء بنفسه عن المتاعب والمشاكل والقضايا التي مازالت تدور في أروقة المحاكم بين المقاولين وأصحاب المنازل كون الأوائل لم يؤدوا عملهم كما يجب، وكثرة الأخطاء الفنية في البيوت والمشاريع التي تقام بسبب الغش التجاري والضمير الميت الذي اتخذ من الشيطان ولياً، وابتعد عن طريق الرحمن، وارتسمت أمام عينيه زينة الدنيا بالربح السريع المريح الذي لا يخسر المبالغ المتفق عليها، واسترخص المواد التي يبنى بها، وقد يتعاون مع مقاول بسيط الكفاءة من الباطن لينهى العمل وهو لا يفعل شيئاً، وتقع المصيبة على المواطن المنتظر لمنزل العمر. إلى متى سيظل ذلك التلاعب في إنشاء الشوارع ثم إعادة "تدميرها" ومن ثم العمل على إنشائها مرة أخرى، تظل بعدها الشوارع في حالة يرثى إليها وتظل شوارع قطر دائماً في حالة من الإغلاق والتصليح، و"أمامك طريق مغلق"!؟ وإلى متى سيظل المواطن يدور في حلقة مفرغة من أمثال هؤلاء المقاولين المراوغين الذين استحلوا المال الحرام، وباعوا ضمائرهم للشيطان، وغشت عيونهم شهوة الربح بأقل جهد ممكن وأقل جودة في عملهم. ونحن نسير في شوارع الدوحة، نرى مشاريع تنشأ، وفي نفس الوقت تجرى على بعضها التعديل والترقيع لأنها تشققت جدرانها قبل أن تنتهي، إنه لأمر مؤلم على النفس، أن نرى بلادنا وهي في حالة دائمة من الترقيع في الشوارع والمنازل الجديدة التي تظهر عيوبها بمجرد هطول نقطة بسيطة من الأمطار. إن ما يجري في قطر من مشاكل في البناء ومع المقاولين سواء الشركات الخاصة أو الشركات التي تقع عليها مناقصات مشاريع الحكومة، كل ذلك لا نراه في الدول المجاورة الشقيقة، فالشارع عندهم ينشأ ويكون في أفضل حالاته ويظل هكذا سنوات، ولا توجد قضايا بناء في المحاكم ناهيك عن رخص سعر بناء المنازل والمشاريع الخاصة التي ترتفع عندنا بشكل جنوني ولا أحد يستطيع أن يوقفها، وتأكل أموال الناس والدولة كما تأكل النار الخشب. إن ما يجري ونراه يؤلم النفس ويثير فيها شيء من الإحباط وقلة الأمل في امكانية الثقة في أحد من أمثال هؤلاء المقاولين لبناء منزل نحلم به، ونأمل أن ينتهي في الوقت المحدد. ولكن يجب ألا يكون اليأس طريقنا، بل نوسع طاقة الأمل، بوجود من هم مازالت ضمائرهم مع الرحمن تتقيه وتخشاه.