14 سبتمبر 2025
تسجيليحض القرآن الكريم، والرسول المصطفى (صلى الله عليه وسلم) على تعليم وتعلم الخط والقراءة والكتابة، ويُعلي الإسلام من مكانة المعلم، ومقال اليوم عن خطاط أجيز على يديه عدد كبير من الخطاطين القطريين، وهو الخطاط سعيد الأنصاري، ولد في مدينة المنصورة بمصر عام 1960، وبدأت رحلة اكتشافه الفني في سن صغيرة، حيث جذبته الفنون عامة، وفن الخط العربي خاصة، وتعلّم قواعد الخط في مدرسة الخطوط بالمنصورة، وبعد اكتسابه للمهارات الأساسية قرر مشاركة معرفته مع الآخرين، وبدأ بتدريس الخط العربي في المدارس المصرية، واتجه إلى العراق وتركيا بحثًا عن فرص لتطوير مهاراته، والاستفادة من خبرات خطاطيها، وكانت هذه الرحلات تحمل في طياتها تحولات فنية، وتطويرًا لأسلوبه الخطي الكتابي الإبداعي. واستقر الأنصاري في قطر منذ عام 1995، حيث واصل عمله معلمًا للخط العربي في وزارة التربية والتعليم ، ثم أسس قسم الخط العربي في المركز الشبابي للإبداع الفني سابقًا ؛ عام 1999، وبدأ في تقديم دورات تعليمية في فنون الخط العربي، وكان له دور كبير في تخريج خطاطين وخطاطات يمثلون قطر في المسابقات والمعارض والمحافل الدولية، وخاصة المشاركات القطرية الفعالة في معرضي دبي وفرانكفورت، إضافة إلى إجازته خطاطين، واستمر مركز الإبداع الفني في تدريب الموهوبين في فنون الخط العربي، وكان حينئذ المركز الوحيد في الدوحة، الذي يعلّم فنون الخط العربي بمنهجية أكاديمية. واستمر الأنصاري في تعليم الخط العربي بأنواعه بمنهجية كان لها بالغ الأثر في نشر الوعي بأهمية هذا الفن الأصيل، وذلك من خلال دورات المدارس والجامعات، مستهدفًا بذلك كل الناطقين باللغة العربية وغيرها، كما استمر في المشاركة بالمعارض السنوية الخاصة بفنون الخط العربي للطلاب لنشر أعمال الممارسين والمتعلمين. وعمل معلمًا للخط العربي في قطر بمدارس الأندلس ثم مركز الإبداع الفني، ومتحف الفن الإسلامي، إذ كان مهتمًا بتعليم ونشر هذا الفن بشكل متقن؛ أكثر من اهتمامه بالمشاركة في المعارض الفردية والجماعية، وجُل جهده كان مبذولًا في التعليم، وإعداد الكراسات التعليمية والأمشاق، والدورات للمدرسين والمدرسات بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، وكان هذا ما يشغله ويسعده. وأسس الأنصاري في عام 2011 قسم الخط العربي بمتحف الفن الإسلامي، وله الكثير من المشاركات في معارض الخط العربي في مصر، ومعارض الجمعية القطرية للفنون التشكيلية، وفي معارض الفنانين المصريين بالدوحة، كما شارك في إقامة معرض مشترك في مدينة مشهد الإيرانية عام 2006، وشارك بجناح دولة قطر في معرض إكسبو بمدينة ميلانو الإيطالية عام 2015. توفي في نوفمبر 2016 بعد رحلة طويلة مع المرض، تاركًا أثرًا وبصمةً مضيئة بما قدم في نفوس طلابه، وبين أروقة المراكز التي أسسها، وورثت عنه الاهتمام بالخط العربي ابنته، ونأمل أن تكمل مسيرته التعليمية لهذا الفن العربي الإسلامي الأصيل، ومن تلاميذه من الخطاطين القطريين: صالح العبيدلي (ولد 1975)، عبد الله الفخرو (1975)، عبد العزيز النعمة، سالم الحمود، ناصر الخلاقي، ليلى ومريم الفهيد، وغيرهم.