20 سبتمبر 2025
تسجيلعرفته قليل الكلام حاد النظرة لا يميل إلى اللغو، عرفته طالباً متفوقاً في دراسته، عرفته مرشحاً من جانب وزارة التربية والتعليم لحضور إطلاق إحدى رحلات أبولو؛ البرنامج الذي دشنته وكالة "ناسا" الأمريكية لاستكشاف القمر، ممثلاً عن شباب قطر المتفوق دراسياً، عرفته يعيش عراقة الماضي وعلاقة أهل قطر ببعضهم البعض، عرفته معواناً على فعل الخير ولا يدخر جهداً في المساعدة، إنه الأخ الكريم الفريق الركن غانم بن شاهين الغانم رئيس أركان الجيش القطري، رجل لم تغيره الدنيا، ولم يغيره المنصب، بل تعالى عليه فأصبح المنصب يجري خلفه نحو مزيد من العطاء المهني لوظيفته والاجتماعي لمجتمعه وبيئته. عرفنا العديد ممن تبوأ مناصب عليا، سواء في الكادر الحكومي أو العسكري، ولكن قليل أولئك الذين بكى عليهم المنصب بعد رحيلهم واستشعر المجتمع قيمتهم بعد ترجلهم، وهناك الكثير من الغث الذي أودى بالمنصب وقيمته؛ إما لنرجسية مبتذلة أو لشعور بالنقص عايشه، أو لطمع أو انتهازية نهشت في أطرافه فأحالته إنساناً بلا قلب. الأخ غانم قد تغيب عنه سنين طويلة تأخذكما الدنيا هنا وهناك، وتعتقد أنه بعد وصوله لأعلى المناصب قد أصبح صعب المنال وفي أول رنة هاتفية ترسلها تجده تجاهك مباشرة، مُرحباً، هو نسخة من رجال قطر الأولين يعيش هاجسهم ويستغرق عاداتهم وتلاحمهم، حبذا لو أعتبر من يتبوأ منصباً اليوم زائلاً غداً لا محالة بالسيرة الشخصية والعملية والاجتماعية لسعادة الفريق الركن غانم بن شاهين قبل أن يتركه المنصب فرداً يتسول نظرة التقدير والاحترام من المجتمع فلا يجد إلا صداً واشمئزازاً، لعلني كلما استمع إلى السلام الوطني في مقطعه "قطر الرجال الأولين " تقفز إلى ذهني صورة الأخ غانم تذكرني بأولئك النفر من الرجال الذين صنعوا قصة الوفاء ونبراس الإخلاص في توادهم وتراحمهم، وفق الله الأخ العزيز الفريق الركن"طيار"غانم بن شاهين في حياته العملية رئيساً لأركان جيشنا الباسل وفي حياته الاجتماعية، رئيساً لأركان المرجلة" وعنواناً للوفاء والمحبة والإخلاص لدينه ولقيادته ولمجتمعه. [email protected]