11 سبتمبر 2025
تسجيلربما نكون اليوم قد وصلنا إلى هرم الأزمة والمعركة مع فيروس كورونا مع ازدياد الحالات المصابة ليس في قطر فحسب وإنما في العالم ككل، ففي أمريكا هناك من بات يصارع الموت كل ثانية ويسابق الوقت ليمنع هذا الفيروس من أن يقضي على حياة الأمريكيين التي لم تعد اليوم كالتي كان يصورها لنا ترامب في أن لها الأولوية والأهمية لديه، فقد بات الرئيس الأمريكي اليوم في مرمى الانتقاد الكبير له ولإدارته العاجزة حتى هذه اللحظة في وقف طاحونة الموت التي تستهدف آلافا من الشعب الأمريكي ومنهم الطواقم والكوادر الطبية التي لم يجد بعضها بدلات طبية واقية تحميها من خطر التقاط الفيروس القاتل سوى الأكياس السوداء المخصصة للقمامة في مشهد حطم بلا شك صورة أمريكا العظمى التي يهزمها اليوم فيروس لا يُرى بالعين المجردة لكنه بات الأقوى أمام السلم المتحرك ما بين عدد الإصابات وعدد الوفيات وعدد المتعافين منه ليس في الولايات المتحدة الأمريكية فقط وإنما في إيطاليا وأسبانيا وكلها دول كبرى تتبادل احتلال المركز الأول في سلم الدول الأكثر تفشيا بفيروس كورونا ( كوفيد 19 ) بالإضافة إلى بقاء الصين متصدرة الموقف رغم إعلان تعافيها ولكن ما خسرته هذه الدولة من الأرواح وعدد الإصابات بالفيروس يجعلها بلا شك في مقدمة هذا السلم الذي إن ظلت المعارك بهذا الاحتدام في كل من أمريكا وإيطاليا ستتفوقان كلية على الصين كما فعلت أمريكا الآن بدحرجة الصين للمركز الثاني بعد أن زادت أعداد المصابين فيها إلى ما يقارب الـ 87 ألف حالة وسط تردٍّ ملحوظ في استيعاب الآلاف الذين يسقطون نتيجة هذا الفيروس الذي أصبح حاصدا للأرواح في أمريكا وأوروبا للأسف، ورغم أن الأمر لا يبدو فيه مفاضلة بين كبير وصغير إلا أنني أجد خطوة جمهورية الصومال الشقيقة وهي الدولة المنسية عربيا وعالميا في إرسال خيرة أطبائها إلى إيطاليا لانتشالها من هذا الكابوس المميت الذي يسجل اليوم أكبر نسبة وفيات في اليوم الواحد لهذا البلد الأوروبي المنكوب دون تمييز في مكانة الدول ودون طبقية في اللون والعرق والمذهب والديانة والمستوى المعيشي ومكانة الدول في خريطة العالم في خطوة لقيت من ميلانو الاحترام والتقدير لا سيما وسط ما تشعر به إيطاليا من إحباط لموقف مثيلاتها في الاتحاد الأوروبي من الأزمة التي تتعرض لها بالإضافة إلى أسبانيا، فقد خرج وزير الخارجية الإيطالية عن صمته واتهم الدول الأوروبية التي تجمعها مع بلاده علاقات وثيقة بالتخلي عن إيطاليا في هذا الظرف الصعب وأنها قد تُركت وحدها لمواجهة هذا الوحش الفيروسي الذي ينهش من أجساد شعبها بالإضافة إلى وضع أسبانيا الذي لا يقل خطورة ولا يختلف من المصير الذي آلت إليه إيطاليا للأسف، ولهذا فالعالم اليوم يظهر معادن من يعيش فيه ويعيد كل دولة للحجم الذي تستحقه، فلم يعد هناك أي بلد كبير وأي دولة عظمى أمام هذا الفيروس الذي تقول منظمة الصحة العالمية أنها بصدد تجربة أربعة عقاقير جديدة لمواجهته وإمكانية اعتماد أحدها أو أكثر لهزمه بالصورة التي تجعله من الماضي وإعادة الحياة لهذا الكوكب إلى ما كانت عليه قبل أن يظهر في ووهان الصينية التي تزداد قصص اكتشافه فيها بمبالغات لا تُصدق وتصل بعضها لدرجة الخيال العلمي ولكن تبقى الحقيقة المرة التي لا يمكن حتى للصينيين أن ينكروها وهو أن إهمالهم للحالات الأولى المصابة التي حذر منها طبيب صيني ذهب أيضا ضحية للفيروس بعد أن وبخته الحكومة على تحذيره الذي رأته أنه كان غير مبررا ليثير الهلع في قلوب سكان المدينة الصينية التي صدّرت بعد ذلك مليارات من النسخ المدمرة من هذا الفيروس للعالم لنعيش واقعا أسوأ مما عاشته البشرية في الأزمة الاقتصادية العالمية التي حدثت من اثني عشرة سنة والتي أسقطت آنذاك أبراج المال الشاهقة وتعرّي دولا كانت تتغنى بثرائها الفاحش ومواردها المتنوعة ومع هذا فالعالم سيتعافى ليس لأن لديه حكومات فاعلة فحسب ولكن لأن الشعوب أصبحت مثقفة بالدرجة التي تجعلها ملازمة لبيوتها إلا من كان أحمقا بالدرجة التي نراها في بعض المجتمعات !. اللهم سلامة وعافية لنا وللمسلمين وللعالم. twitter.com/ebtesam777 [email protected]