13 سبتمبر 2025
تسجيلمنذ البداية ظلت قطر تهتم بالتراث بشكل عام وفي هذا الاهتمام استضافت مركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية من العام 1981 وحتى 2005 وظل التراث ركيزة أساسية من ركائز هويتنا الثقافية، وعنوان اعتزازنا بذاتيتنا الحضارية في تاريخنا وحاضرنا. ولطالما كان التراث الثقافي للأمم منبعا للإلهام ومصدرًا حيويا للإبداع المعاصر ينهل منه الفنانون والأدباء والشعراء، وتتحول هي ذاتها تراثا يربط حاضر الأمة بماضيها ويعزز حضورها في الساحة الثقافية المحلية والخليجية والعربية والعالمية. وليس التراث الثقافي معالم وصروحا وآثارًا فحسب، بل هو أيضا كل ما يؤثر عن أمة من تعبير غير مادي، من تراث وأغان وموسيقى شعبية وحكايات شعبية ومعارف تقليدية تتوارثها الأمة عبر أجيال وعصور، تعبيرا عن روحها ونبض حياتها وثقافتها. من هنا كان اهتمام دولة قطر بالتراث الثقافي، فتعقد اليوم ندوة الحماية القانونية للتراث الثقافي تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وسوف تناقش مفهوم الحماية في ضوء حقوق المتلقين، واستعراض دور الاتفاقيات الدولية في الحماية القانونية للتراث الثقافي، ومرجعيات هذه الحماية، خاصة فيما يتعلق بالقرصنة.وسوف يطرح المشاركون تجارب الدول في حماية التراث غير المادي، وإعداد الملفات العالمية بهذا الشأن، كما أن الندوة ستناقش أيضًا الجهود القطرية في حماية التراث غير المادي، وما تعمل عليه قطر من إعداد قانون لحماية التراث. وكنت قد حضرت جانبا من الورشة التي أقامتها إدارة التراث بالوزارة وهي الحماية القانونية للتراث الثقافي القطري" للدكتور حسن البراوي أستاذ القانون المدني بكلية القانون جامعة قطر وكانت إدارة البحوث والدراسات الثقافية قد أصدرت له كتابا تحت نفس العنوان وحقيقة كانت الورشة مفيدة للجميع وسعدت حين أعلن السيد حمد حمدان المهندي مدير الإدارة أنها انتهت من مشروع قانون "صون التراث الثقافي غير المادي"، حيث أحيل هذا المشروع للشؤون القانونية ثم لمكتب سعادة وزير الثقافة والفنون والتراث، منوهًا بأن المشروع الآن في "مرحلته الأخيرة" والعمل على سن قانون ملزم يصون الكثير من مفردات التراث في قطر.إن هذا الاهتمام لاشك يحفظ لنا الهوية الثقافية من الضياع والاندثار أو التخريب من البعض فإن وجود قانون يحفظه من ذلك، وإن عقد الندوة بهذا المستوى الرفيع سوف يسهم في تبني أفكار جديدة تفيد القائمون على أمر الإدارة في حماية وصون التراث من التعدي من البعض عليه، فهي فرصة لكل مهتم بحضورها والتعرف على ما سوف يتم مناقشته فيها.