23 سبتمبر 2025

تسجيل

إيران وحزب الله آخر ما تبقى للطاغية بشار

29 مارس 2012

بعد أكثر من عام على قيام الثورة السورية وبعد فشل الجهود الدبلوماسية والمناشدات الدولية بوقف إراقة دم الشعب السوري الأبي على يد نظام مجرم أسرف في استخدام كل وسائل القتل والإجرام ضد شعب يطالب بحقوقه المسلوبة على مدى عقود من الزمن، ما زال المجتمع الدولي يقف عاجزاً أمام ما يراه من انتهاكات سافرة لحقوق الإنسان على أمل رضوخ هذا النظام للإجماع الدولي بوقف العنف الذي يمارسه تجاه شعبه الأعزل. آخر ما أسفرت عنه الجهود الدولية لحل هذه الأزمة الزيارة الأخيرة التي قام بها كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى روسيا التي أظهرت تبايناً ملحوظاً في موقفها إزاء ما يحدث في سوريا من تجاوزات يرتكبها نظام بشار ضد شعبه، رغم الأنباء التي تؤكد أن روسيا تدعم النظام السوري في الخفاء وتلتزم الحياد في وضح النهار!! في اعتقادي أن التطورات الأخيرة التي شهدتها سوريا توحي بأن هناك خلخلة ستصيب نظام بشار الأسد بعد اتخاذه لقرارات مصيرية فيما يخص محيطه القريب منه وحالة انعدام الثقة التي بدأ يشعر بها بعد استمرار المظاهرات المنددة بحكمه، فقد أظهر تقرير صادر لقسم العمليات السياسية الدولية بالجامعة الحكومية للعلاقات الدولية بموسكو "أن فيلق القدس (الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني) يعمل بالتعاون مع النظام السوري على تدريب عناصر من الكتيبة الرابعة للحرس الجمهوري السوري لتشكيل قوة النخبة الرئاسية، وبأنه سيتم تسليح هذه الوحدة بأحدث الأسلحة والتقنيات القتالية، ولها جهازها الاستخباراتي الخاص وميزانية مستقلة عن القوات المسلحة التي يرأسها بشار". هذه الاتفاقية جاءت بناءً على مذكرة تفاهم سابقة بين ماهر الأسد "شقيق الرئيس" وقائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني التي تنص على أن تتولى مخابرات القصر الجمهوري السوري المساهمة في انتقاء العناصر المشاركة في هذه القوة والتي يتوقع أنها ستشكل من الأقلية العلوية التي يتجه بشار لاستغلالها مخالفاً بذلك سياسة والده حافظ الاسد الذي تبنى المذهب البعثي أيديولوجيا تاركاً الفكر المذهبي بشكل شبه تام!! وبذلك يتضح لنا جلياً مدى ترابط الفكر الأيديولوجي والمصالح المشتركة التي تربط هذه الأنظمة ومدى تمسكهم بطائفيتهم، والدليل على ذلك أن هذا المشروع الذي أبرمه الحرس الثوري مع نظام بشار هو نفسه الذي صنع "حزب الله " في جنوب لبنان. وفي رأيي أن قيام النظام السوري بتضييق الدائرة على نفسه من خلال تخليه عن مبادئ حزب البعث التي حكم بها البلاد وانعدام ثقته بمن هم حوله وإعطاء زمام الأمور لمن ينتمون لطائفة بشار، كل هذه الخطوات من شأنها أن تضع أول مسمار في نعش بشار وأزلامه!! النظام السوري لن يقبل أي مفاوضات من أي طرف دولي حتى وإن كانت صادرة من حليفيه وبطلي "الفيتو اللعين" روسيا والصين، وفي رأيي أن هذه المسألة لن يحسمها سوى رجالات سوريا الأشاوس الذين يجاهدون على أرض الميدان ويسقونها بدمائهم الطاهرة، فلن تستطيع قوى الظلم والاستبداد أن تقضي على عزيمتهم مهما طالت، وأتوقع أنه مع ازدياد انشقاقات أفراد من الجيش وانضمامهم للمجاهدين من الجيش السوري الحر سيسهم ذلك في انقلاب عسكري يسفر عن نهاية غير مؤسفة يتجرع منها بشار وأفراد عصابته آلام وآهات أهالي حمص وبابا عمرو وإدلب وحماة ودرعا وريف دمشق وباقي مدن سوريا الأبية.