14 سبتمبر 2025

تسجيل

الرئيس اليمني يخشى الملاحقة القانونية

29 مارس 2011

يستحق الشعب اليمني الصابر على الظلم والاستبداد ثلاثين عاماً ونيف تحت قيادة علي عبدالله صالح جائزة نوبل للصبر على المكاره. يستحق الشعب اليمني الذي قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم "قوم نقية قلوبهم ولينة طباعهم الإيمان يمان والحكمة يمانية" كل عون ومدد من كل شرفاء الأمة العربية تعينهم على التخلص من جبابرة العصر بقيادة علي عبدالله وأتباعه. كان عندي اقتناع بأن الرئيس علي عبدالله صالح من القادة الأذكياء لأنه يماني والحكمة يمانية، لكنه وبكل أسف في الأسبوعين الأخيرين ثبت عندي سوء اعتقادي فلو كان ذكياً طاهراً وأميناً لاستجاب لمطالب الشعب اليمني الذي بقى في الميادين أياما وليالي وهم يهتفون برحيل النظام وقد تعرضوا للموت من قناصة النظام السياسي من على أسطح المنازل. لو كان ذكياً لتعلم الدرس التاريخي في كل من تونس ومصر ولا يتعلم الدروس من قيادة رعناء حمقاء من طرابلس الغرب. كنت أتوقع أن يسارع لتشكيل لجنة حكماء من أهل اليمن لا يزيدون على خمسة أعضاء والذين هم ليسوا خصوماً للرئيس لكنهم لا يتفقون معه فيما ذهب إليه إبان حكمه ويسلمهم القيادة لفترة مؤقتة لا تزيد على ستين يوماً، يتم خلالها انتخاب قيادة للبلاد مهمتها إعداد الدستور وإجراء انتخابات حرة ونزيهة بإشراف محلي وعربي ودولي لتنضبط المسيرة الديمقراطية، لكن الرئيس سلك سبيل المتقلبين في آرائهم ومواقفهم وأقوالهم، إنه يتفق مع محاوريه للخروج من الأزمة الراهنة وسرعان ما يعود إلى البيت فينقلب على ما اتفق عليه سابقاً. يقول إنه عازم على تسليم السلطة "لأيادٍ أمينة" لكنه لا يبين مفهومه للأمانة، ونسأل إذا كان يعتبر نفسه أميناً فلماذا يشترط ضمن نقاطه الخمس لتسليم السلطة خلال ستين يوماً "عدم ملاحقته وأبنائه وأقاربه" ألا يوحي ذلك بعدم الأمانة والنزاهة؟ والحق أن المثل العربي الشائع "كاد المريب أن يقول خذوني" ينطبق على الرئيس علي عبدالله صالح. السؤال: هل لا يوجد من بين علماء وفقهاء ومثقفي وأعيان وسياسيي اليمن من لا يتمتع بالنزاهة والأمانة والصدق وأن الرئيس عبدالله ما برح يبحث عنه بين جبال اليمن وسهوله ووهادة ليسلمه السلطة إنه أمر عجيب أن ينكر قائد دولة على شعبه وجود الأمين والنزيه الذي يستحق أن يتولى أمر البلاد. يقول الرئيس إنه "لن يسلم السلطة للمعارضة وأنها بعيدة عنهم بعد الشمس" وإنما سيسلمها للشعب، ونحن معه ونطلب من سيادته النزول إلى ميادين التغيير لمواجهة المحتجين وإعلانه الرحيل عن الحكم ولكن على المحتجين أن يشكلوا لجنة وطنية في خلال ثلاثة أيام من العقلاء لتسلم القيادة لمرحلة انتقالية، عندئذ يسلمهم القيادة ويرحل، والجيش هو الضامن لانتقال السلطة سلمياً، وإذا لم يقبل بهذه الطريقة فعليه أن يسلم مقاليد الأمور إلى هيئة قضائة عليا تتمتع بالنزاهة والأمانة لمرحلة انتقالية، والضامن هو الجيش والشعب لحفظ الأمن والاستقرار والانتقال السلمي للسلطة. الرئيس "يتحدى شعبه مرتين وثلاث بأنهم لا يستطيعون حل مشكلة واحدة من مشاكل اليمن، وأن اليمن سيصبح أربعة أشطار إذا رحل عن السلطة" لهذا يحاول الرئيس أن يستبقي في سلطته أكبر كمية من النقود ليوظفها لتجنيد مرتزقة من خارج اليمن ومن الداخل ليستخدمهم لبث الفوضى وإشعال الخلافات القبلية، الأمر الذي سيربك أي قيادة سياسية بعد رحيل عبدالله عن الحكم ليثبت للناس عامة أنه هو القادر الوحيد لضبط الأمن والاستقرار في ربوع اليمن، الأمر الثاني أنه على مدى أكثر من ثلاثين عاماً وهو يبني جحافل من المرتزقة من الداخل والخارج، وأنه لم يبن دولة وإنما مكن والأتباع من مفاصل الدولة وأمنها. الرئيس علي يثير مخاوف الغرب من الإسلاميين، ومن تنظيم القاعدة، ومن الإرهاب وأنه هو وحده الضامن لمحاربة الإسلاميين وتنظيم القاعدة وعند غيابه فإن السلم والأمن الدوليين سيتأثرا بغيابه!! والسؤال: من هو مغذي النعرات الطائفية والقبلية في اليمن؟ إنه الرئيس. أليس تنظيم القاعدة في اليمن هو من نتائج حكم عبدالله صالح؟ الإسلاميون في اليمن يتشكلون من الزيدية والشافعية وعاشوا في سلام على مر العصور لكنها برزت الخلافات في عهد الزعيم عبدالله وما يجري في جنوب اليمن هو نتاج حكمه وما جرى ويجري في صعدة هو أيضا من مؤامرات النظام. آخر القول: الشعب اليمني أكثر وعياً بمؤامرات الرئيس، وهو قادر على وأد الفتن أينما ظهرت، أنهم أكثر استعداداً اليوم لبناء الدولة المدنية المتحضرة بعيداً عن نظام القبيلة الذي يوحي بالحروب الأهلية والنزاعات. ويقيني بأن تنظيم القاعدة سينتهي من اليمن برحيل نظام الرئيس، ولا خوف على دول الجوار من غياب عبدالله صالح.