10 سبتمبر 2025

تسجيل

جهود قطر الإنسانية.. غزة

29 فبراير 2024

ضمن مسلسل الجرائم والقصف الأهوج الذي لا يميز بين حجر وبشر ضد أهلنا في قطاع غزة ومختلف البقاع الأخرى في فلسطين الحبيبة، والعدوان الصهيوني مستمر في تدمير الحرث والنسل وكل أشكال الحياة، في ممارسات على مرأى العالم بأسره. نقول في ظل كل ما يجري في الأراضي المحتلة، تبرز هنا جهود خيرة ونابعة من القلب والشعور بما يعانيه هذا الشعب الفلسطيني الأعزل وتظهر بقعة ضوء ساطعة لمصدر تلك الجهود الخيرة، ألا هي جهود دولة قطر تحديداً وبشكل أخص، والتي تصب في صدد إيقاف العدوان على أهلنا في غزة بفلسطين بكل ما أوتيت من قوة وعزم، وقد كانت مميزة وصادقة إن شاء الله. وجاءت بمبادرة سامية من أعلى سلطة في دولة قطر وهو سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، إيماناً عميقاً منه بما يعانيه أبناء الشعب الفلسطيني عبر موجة بشعة من القصف والتدمير. إن تلك الجهود المشكورة لدولة قطر نقف لها تقديراً واحتراماً، نظراً لأنها قامت على هذا الأساس ولم تعتمد في تحركها أي اعتبار آخر سوى رفع الظلم والعدوان عن كاهل إخواننا الفلسطينيين، ومع إيقان المسؤولين في دولة قطر بصعوبة وتعقيد الموقف في هذه البقعة واستحالة تحقيق أي اختراق ولو صغيرا في الجهود السياسية لحلحلة الموقف وتعقيداته والوصول في بعض الأحيان إلى ما يشبه اليأس من استكمال كل الجهود السياسية، واستنفاد كل الوسائل الممكنة لتحقيق هذه الغاية. إلا أن تلك الجهود القادمة من دولة قطر لم تقف واستمرت وتواصلت وأخذت في منحاها أبعاداً وأطرافاً جديدة، في بادرة طيبة وسباقة وليست غريبة على دولة قطر، وتأتي في سياق جهود سابقة غالبها النجاح في معظم الأوقات. وجاءت تلك الجهود المتمثلة في طرح المبادرات التي من شأنها التخفيف قدر الإمكان مما يجري في غزة جاءت بشكل يبعث الاطمئنان في نفس الشعب الفلسطيني.. وبالمقابل جاء تسخير الإمكانيات والخبرات في دولة قطر بكامل قوتها في هذا الملف اعتماداً على جهود قطرية سابقة أنتجت السلام والأمان في بقاع كانت فيما مضى من الأيام يستحيل أن تبصر النور وتنعم بالسلام. ومع هذا فقد حققت إنجازات غير مسبوقة في سجل التوفيق بين الشعوب والأمم، وتقريب وجهات النظر والالتقاء على نقاط مشتركة يمكن من خلالها الانطلاق في مرحلة متقدمة من مواصلة تلك الجهود المعقدة التي تبدو في بداية أي أزمة في العالم والمنطقة. ونقول هنا على الرغم من تلك الصعوبات التي تواجه دولة قطر في هذه الأزمة ومواصلتها للجهود الرامية لإحلال اتفاق ما لإرساء السلام. يظل الشكر لما تقوم به لا يفي حقها. وتستحق الكثير من الشكر والعرفان. والله الموفق.