26 أكتوبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بكل الانبهار والفخر والإعجاب، تابعنا خلال الأيام الماضية مناورات "رعد الشمال" التي قادتها السعودية، وقال عنها المراقبون العسكريون إنها من أكبر التمارين العسكرية في العالم، من حيث عدد القوات المشاركة واتساع منطقة المناورات.بوصول سلمان بن عبدالعزيز لسدة الملك في السعودية، أجمع العالم بأن ثمة لغة جديدة في التعامل السعودي مع الأحداث، فلم تعد السعودية -والخليج عموما- تستظل بالمظلة الأمريكية، التي نسفها باراك أوباما بتلك الطعنة الغادرة التي وجهها لحلفائه بالخليج في التحول لإيران الصفوية، ومحاولة جعلها شرطي المنطقة، وهذه المناورات إنما هي امتداد لتلك اللغة الجديدة التي أثبتت نجاعتها، وجعلت العالم كله يحسب ألف حساب للقوة الإسلامية التي تتخلق اليوم عبر سلمان بن عبدالعزيز.أولى رسائل مناورات "رعد الشمال" هي قدرة تحوّل السعودية من القوة الناعمة الاقتصادية أو الدينية إلى قوة عسكرية صلبة، تستطيع قيادة العالم الإسلامي والعربي لمواجهة إيران دون الاعتماد على الراعي الأمريكي الذي انخذل إلى الداخل، وانجفل تاركا المنطقة بأسرها لسيطرة إيران الصفوية وميليشياتها المتطرفة من جهة، وروسيا التي أتت بطائرتها وعتادها في سوريا. قدرة السعودية على حشد 350 ألف عسكري من أكثر من 20 دولة عربية وإسلامية، وفي زمن قياسي، بمشاركة 2540 طائرة، و20 ألف دبابة في المناورات؛ تعطي الرسالة الأوضح بأن ثمة قوة إسلامية سنية تتشكل اليوم، وأن زمن الاعتماد على النفس حان، ولا أقدر على حماية الوطن من ابن الوطن، وأن الاعتماد على الراعي الأمريكي أو غيره مضى وقته، وأن نهج "أخذ المبادرة" الذي اتبعه سلمان بن عبدالعزيز منذ توليه الحكم ماض في فرض نفسه، سواء رضي الكابوي الأمريكي أم سخط، فمصلحة الخليج وأمنه خطان أحمران، وأن مركز صنع القرار اليوم هو الرياض، وليست أية عاصمة أخرى في الشرق أو الغرب.موقع مناورات "رعد الشمال" في منطقة "حفر الباطن" التي هي على حدود السعودية مع العراق؛ رسالة صريحة لإيران وربيبتها "داعش"، فنوعية المناورات - بحسب وكالة الأنباء السعودية- تركز على تدريب القوات على كيفية التعامل مع القوات غير النظامية والجماعات الإرهابية، وفي الوقت نفسه تدريب القوات على التحول من نمط العمليات التقليدية إلى ما تسمى العمليات منخفضة الشدة، مع التركيز على تدريب القوات على العمل على عدة أنساق متباعدة الزمان والمكان.مسألة "داعش"، وبعد أن فكك جنرال الحرب على الإرهاب سمو ولي العهد ووزير الداخلية السعودية محمد بن نايف كثيرا من خلاياها في الداخل السعودي، وسدد عبر رجاله الأبطال الضربات تلو الضربات لذلك التنظيم السرطاني الشرير في الداخل السعودي؛ ربما جاء الوقت للذهاب لاستئصال ذلك السرطان في مهده بالعراق، ولذلك كانت الرسالة في نوعية مناورات "رعد الشمال"، وقد أبدى مستشار وزير الدفاع السعودي العميد أحمد العسيري استعداد المملكة للتدخل برا ضد "داعش" إذا قرر الائتلاف الدولي القيام بعمليات من هذا النوع.ثمة رسالة مهمة لـ "رعد الشمال" ذكرها الباحث ظافر العجمي، أن تلك المناورات: "تأتي استجابة مرنة لتطور الأحداث في سوريا، وتكمن مرونتها في امتلاكها قابلية عالية للتحول من مناورة عادية إلى حشد، ثم إلى هجوم. كما يمكن اعتبارها بمثابة قوة الدفع المحركة من خلال حشد قرابة 350 ألف جندي من أكثر من 20 دولة، كواحدة من أكبر المناورات في تاريخ المنطقة".ولكن يظل السؤال الحرج يلوب في دوائر النخب السياسية الخليجية، هل ستخطو دول الخليج نحو امتلاك القنبلة النووية برغم تبعات ذلك دوليا؟، فمواجهة إيران النووية تحتم على دول الخليج أن تحمل في يدها ذات القنبلة التي تلوح بها عدوتها التاريخية، كي لا تكون في موقف أضعف من عدوتها. ربما كان أبرز من مثـل حزم سلمان بن عبدالعزيز اليوم هو وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي لوّح في الأسبوع الماضي بإمكان سعي السعودية للحصول على قنبلة نووية "إذا نجحت إيران في الحصول عليها"، وأتى ذلك التصريح بعد توقيع مذكرة تعاون سعودية صينية من أجل إقامة المفاعل النووي ذي الحرارة العالية والمبرد بالغاز في المملكة، مع تحركات سعودية نشطة في اتجاه باكستان النووية.امتلاك القوة النووية بات أمرا محتما على دول الخليج خصوصا السعودية، ففي الغد سيتجرأ الملالي، وبدافع من الأيديولوجيا المتطرفة التي يحملونها، والزخم المذهبي المعادي لأهل السنة الذي ترضّعوه، سيهددون بتلك القوة النووية التي بيدهم المنطقة كاملة، ولا شيء يردع ذلك ويوقفه سوى ذات السلاح إن كان بيدنا، ويجعلهم يترددون ألف مرة أن يشهروه في وجوهنا. القوة النووية هي الخطوة التالية اللازمة التي ينبغي أن نخطوها بكل الشجاعة، ولا حق للكاوبوي الأمريكي أن يعترض أو الغرب من خلفه، فطالما سمحا للكيان الصهيوني وإيران الصفوية بامتلاكها، فمن حق الخليج والعرب أيضا أن تمتلك تلك القوة.مناورات "رعد الشمال" واقع حقيقي يتجسد اليوم لحلم قديم بالوحدة الإسلامية، وها هو مليك الحزم يقودنا اليوم لساحات الفخر والعزة والكرامة.