11 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); درجت القنوات الفضائية والمجلات السياسية المتخصصة على إفراد تغطياتها في نهاية كل عام ميلادي للسؤال عن أهم الأحداث التي حصلت خلال ذلك العام، في حساب جردة ماتعة تقدمها للمشاهد أو القارئ.لم أتوقع أبدا، أو لم أنتبه -وكثيرون معي- إلى أهمية مناورات "رعد الشمال" والرسائل القوية والعديدة التي تضمنتها حينها، إلا هذه الأيام. تلك المناورات مرت علينا سريعا، وغطت عليها أحداث كبرى ونسيناها، حتى ذكّرنا بها أستاذ العلاقات السياسية الدكتور عمر عبدالستار، الذي جزم -في حوار فضائي أخير- أن تلك المناورات كانت أهم أحداث المنطقة على الإطلاق في العام 2016، بل ذهب هذا المحلل الاستراتيجي العراقي للقول بأن تلك المناورات أول ممارسة لتحالف إسلامي عسكري سيكون له ما بعده، وشبّه قيام هذا التحالف بتأسيس مجلس التعاون الخليجي لمواجهة الثورة الإيرانية.كانت السعودية مدركة تماما للخطر الآتي من شمال الخليج عبر المنظمات الإرهابية التي تتوالد هناك، إن كانت منظمات سنية أم شيعية، وعرفت أن من بيده خيوط اللعبة يريد تقسيم المنطقة من جديد، وقد اخترق هذه المنظمات الإرهابية بالكامل، وبات يديرها من داخلها، لذلك كان هذا التحالف الذي لم يكن رسالة منطقة مناوراته الأولى "رعد الشمال" في منطقة "حفر الباطن" بالقرب من الحدود العراقية بخافية على أحد.ما أعاد للأذهان اليوم قيمة هذا التحالف حدثان مهمان، أولهما انضمام عُمان بعد عام تقريبا له، وضجّت الصحف والمدونات الإلكترونية ومواقع التواصل بهذا الخبر، وذهبت التحليلات إلى أن عمان غيّرت توجهاتها بالمنطقة بعدما تبين لها عدم جدية أو فائدة التعاون مع الإيرانيين، في ما اعتبرت وكالة بلومبيرج الأمريكية أن القرار العماني الجديد انتصار للسعودية في خطواتها المناوئة لإيران، ونقلت عن غانم نسيبة، الباحث المختص في شؤون الخليج قوله "من وجهة النظر السياسية إنه انتصار للسعودية أن تعيد عمان إلى دول مجلس التعاون الخليجي، والقرار سوف يعطي السعودية نفوذا إقليميا أكبر، ويزيد من مركزها الجيوسياسي".بالتأكيد أن انضمام الجارة عُمان للتحالف الإسلامي الذي تقوده السعودية مكسب كبير، وقوة وتماسك لمجلس التعاون الخليجي، ووصلتها رسالة العتب السعودية بعدم زيارة الملك سلمان لها إبان جولته الخليجية الأخيرة، وبانضمامها سيكون عقد هذا التحالف الذي كان وراءه الأمير الجسور محمد بن سلمان 41 دولة .الخبر الثاني الذي أعاد أهمية التحالف الإسلامي العسكري للمنطقة ككل، هو المناورات التي أجراها قبل أسبوع الفصيل المتطرف "الحشد الشعبي" الشيعي التابع لإيران، فقد أجرى مناورات عسكرية بالذخيرة الحية بالقرب من الحدود السعودية العراقية، في مدينة "النخيب" العراقية شمال مدينة "عرعر" السعودية، في رسالة واضحة من إيران أيضا، بأنها ماضية في هذا الاستفزاز، وإبقاء المنطقة في حالة توتر، وأن هذا الحشد الصفوي المتطرف يمكن أن يكون أداة –كما داعش- لتهديد دول الخليج.عتب بعض المحللين وقتذاك بعدم دعوة إيران وبعض الدول من أعضاء منظمة التعاون الإسلامي لهذا التحالف، وأجاب حينها العميد أحمد عسيري مستشار وزير الدفاع السعودي والمتحدث باسم قوات تحالف "عاصفة الحزم" بقوله: "من يرعى الإرهاب لا يمكن أن يكون شريكاً في محاربته" في إشارة إلى طهران. وقد سبق تلك التصريحات ملاحظة أخرى له أدلى بها مؤخراً من القاهرة قائلاً، "نحن الآن نتحدث عن عمليات لمكافحة الإرهاب، وإذا كانت إيران تنوي الانضمام إلى هذا التحالف فعليها أن تكف عن إيذاء سوريا واليمن، وأن تمتنع كذلك عن الأعمال التي تدعم الإرهاب في لبنان والعراق".التحالف الإسلامي العسكري الذي تقوده السعودية اليوم، درع لدول الخليج، ورسالة قوية للمنظمات الإرهابية والمتطرفة والدول التي تقف خلفها في المنطقة بأن 41 دولة ستصطف ضدكم إن حاولتم المساس بأمن أي دولة خليجية."الحشد الشعبي" وعمان أعادا التذكير بأهمية هذا التحالف الإسلامي، وعبقرية فكرته، من المهم اليوم إعادة تسليط الضوء لأدواره.