10 سبتمبر 2025
تسجيللتتأكدوا بأن فلسطين قضيتنا الأولى فانظروا لما بتنا منشغلين به اليوم ونعود له من حين لآخر، فالواضح جدا أن فلسطين سوف تظل شغلنا الشاغل حتى يأذن الله لها أن تكون دولة عربية مستقلة الحدود مأمونة الجانب والشارع ومأهولة بأهلها الأبطال الذين يسجلون اليوم قصة جديدة من نضالهم وشجاعتهم وحفاظهم على كرامة العرب والمسلمين باستماتة الدفاع عن وطنهم المحتل ومقدساتنا الإسلامية والرد على كل إجرام إسرائيل التي لم تراعِ أي قرار دولي ولا أي دعوة للهدوء وعدم الاستفزازات التي اعتادت أن ترتكبها في حق المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف فاقتحمت جنين وقتلت عشرة شهداء لم يكونوا يشكلون أي تهديد على كيانهم ومع هذا قتلتهم بدم بارد قبل أن يرد الفلسطينيون دين شهدائهم بعشرة قتلى من العدو الإسرائيلي في عملية القدس التي وقعت يوم الجمعة الماضي على يد شاب فلسطيني يدعى خيري علقم أذاق الإسرائيليين علقما ليس بعده علقم حينما استطاع أن يردي عشرة إسرائيليين في عملية واحدة قبل أن يستشهد وترتقي روحه للسماء موجعا الكيان الإسرائيلي في عملية حذر من مغبتها ضباط إسرائيليون في الجيش حينما وجه أحدهم ويدعى (موشيه) حديثه الغاضب لرئيس حكومته نتنياهو وحكومته بأننا قتلنا فلسطينيين في جنين لم يكونوا مصدر تهديد لنا ولا على أي شخصية في حكومتنا وسلك ضباطنا وقواتنا ومع هذا قتلناهم لأنهم اعترضوا اقتحامنا لمخيم جنين واليوم يرد علينا فلسطيني بقتله عشرة منا فكيف لنا اليوم أن نقنع شعبنا بأن إسرائيل آمنة وعاصمتنا القدس آمنة؟! أعتقد بأن الجميع عليه أن يخرج وينجو بحياته فبلادنا لم تعد آمنة أبدا!. ورغم أن حديث هذا الضابط الذي تداوله مغردون عرب ومن مختلف الجنسيات يبدو فيه من الإنصاف الكثير إلا أن حديثه يبقى حديثا من شخصية أمنية وقيادية في الجيش الإسرائيلي الذي لا يمكن أن يكون منصفا بحق الفلسطينيين أبدا ولو أتته فرصة أخرى لقتل أي فلسطيني فلن يتردد في إطلاق رصاصة نحو قلبه أو رأسه ليقتله مباشرة، لذا ليس علينا أن ننخدع بمثل هؤلاء لأننا نعلم أن إسرائيل لا يمكن أن تلبس ثياب الحمل أبدا رغم اقتناع العرب الذي لا يزال يسير نحو الدعوة الدائمة بأن الانصياع للقرار الدولي الذي يفضي بحل الدولتين هو الحل لقضية الصراع الدائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين واقتناعهم أيضا بأن إسرائيل لا يمكن أن تخضع لقرار مجلس الأمن رقم 242 لأن مشروع احتلال فلسطين كاملة بحدود ما قبل عام 67 هو الحلم الذي تسعى لتحقيقه وأن وعدها لشعبها بأن تكون فلسطين كلها إسرائيلية هو الوعد الوحيد الذي يجب أن يُنفذ ولا شيء غيره، فهل لا يزال العرب على اقتناع بأن إدانتهم ودعوتهم لتنفيذ القرارات الدولية هو المناسب في كل مرة تنفذ إسرائيل جرائمها؟! أم أن ردة الفعل يجب أن تتغير ويكون لنا موقف عربي آخر أكثر فاعلية وأكبر تأثيرا واختلافا عما هو عليه الآن؟! وهذا كله لا يمكن أن تتصدر فيه دولة عربية واحدة، بل إن الدول العربية كلها، أو لنقل معظمها، يجب أن تتحد في هذا لكن المصيبة الأكبر والأكثر وجعا في معنى الوحدة الذي هرمنا ونحن ندعو له ونحلم به كشعوب عربية تشاطر شعب فلسطين أوجاعه ومآسيه لكنها عاجزة سوى عن دعوة الحكومات العربية للاصطفاف ونبذ خلافاتها العربية العربية وإنقاذ من فقدوا الأمر بتحرك عربي جدي ومأمول لردع إسرائيل من العبث بأرواح وممتلكات الفلسطينيين، فإسرائيل نفسها باتت تتوقع ردود أفعال العرب الواحدة التي لا تتغير والتي لا تضرها بشيء ولا تؤثر على إكمال سياستها الدموية والعنصرية ضد شعب عربي أعزل يُقتل ويُهجّر ويُعتقل وتُدمر بيوته وتُسرق أرضه ويُستباح عرضه ولا يملك سوى المقاومة التي يجب أن تُشرع له ولا تلقى أي إدانة حتى من بعض العرب أنفسهم الذين يدينون المقاومة ويعتبرونها إجراما بينما يبررون ما تفعله إسرائيل ويعدونه دفاعا عن النفس، لذا لا يمكن أن يتوحد العرب ما دامت النظرة لقضية فلسطين تتباين بين كونها قضية تبحث عن حل وبين أنه باتت تشكل عبئا غير مرغوب به للأسف!.