11 سبتمبر 2025

تسجيل

الجائزة الكبرى

29 يناير 2023

استطاع بوراشد أن يصل إلى نهائي برنامج المسابقات الثقافي والجماهيري والذي بعنوان «إذا فيك خير فوز»، بعد أن تخطى جميع المراحل بصعوبة بالغة، وتغلب على جميع منافسيه ليصل في النهاية إلى الحلقة الأخيرة والتي إن استطاع أن يجيب عن جميع أسئلة الحلقة فسوف يفوز بجائزة البرنامج الكبرى. وقف بوراشد على المنصة المعلقة في الهواء والتي تميل بزاوية خمس درجات إلى أسفل عند كل إجابة خاطئة حتى ترمي من يقف عليها إلى حفرة مملوءة بالمياه الموحلة في حالة الفشل، بينما ترتفع المنصة إلى أعلى درجة واحدة مع كل إجابة صحيحة حتى توصله إلى منصة الأمان في أعلى المسرح. بدأ مقدم البرنامج الحلقة قائلا «أعزائي المشاهدين والمتابعين أهلا وسهلا بكم في الحلقة الأخيرة من برنامج المسابقات الممتع «إذا فيك خير فوز»، حيث نصل إلى نهاية المطاف ويبدو أن هناك من سوف يستطيع الفوز لأول مرة في تاريخ البرنامج بالجائزة الكبرى، فحيوا معي المتسابق الوحيد الذي وصل إلى الحلقة الأخير المتسابق أبوراشد». يضج الأستديو بالتصفيق والهتاف باسم بوراشد تحيةً وتشجيعًا له، فيرد بوراشد على تحية الجمهور برفع إشارة النصر عاليا وكأنه يقول لهم «فالكم الناموس» وسوف أسعدكم جميعا بالفوز والانتصار. يطلب مقدم البرنامج من بوراشد التعريف بنفسه للجماهير والمشاهدين قبل بدء الجولة الأخيرة، فيقول بوراشد «اسمي بوراشد متزوج»، يرد مقدم البرنامج «طيب بوراشد ما هي المهنة»، يقول بوراشد «حاليا متقاعد وكنت أعمل في المجال الإداري»، يبتسم مقدم البرنامج ويعطي إشارة بدء المسابقة حيث تنطفئ أنوار المسرح جميعها ما عدا الإنارة الموجهة إلى مكان وقوف المتسابق. بدأت الأسئلة تنهال على بوراشد وهو يجيب عنها بكل ثقة وتركيز، وترتفع المنصة إلى أعلى حتى باتت تقترب من منصة الأمان، والجماهير في الأستديو تتفاعل بفرح وابتهاج مع إجابات بوراشد الصحيحة. مر على بدء البرنامج أكثر من 30 دقيقة وما زال بوراشد صامدا ومكتسحا لجميع الأسئلة الصعبة التي وجهت له، حتى وصل إلى الدرجة الأخيرة والسؤال الأخير الذي إن أجابه سوف يفوز بالجائزة الكبرى، التفت مقدم البرنامج لبوراشد وخاطبه قائلا «بوراشد، أنت الآن أمام آخر وأهم سؤال، وأتمنى أن تجيب عنه إجابة صحيحة وتفوز، فبصراحة أنت أجبت عن أسئلة كثيرة في مجالات مختلفة مما يدل على سعة ثقافتك وإن شاء الله سوف تتغلب على هذا السؤال الأخير فهل أنت مستعد؟»، يبتسم بوراشد ويقول مداعبا لمقدم البرنامج «لقد ولدت مستعدا وبإذن الله سوف أحصل على الجائزة الكبرى بعد لحظات، فأخبر معدي البرنامج بأن يجهزوا الجائزة»، يضحك مقدم البرنامج من ثقة بوراشد في نفسه فيقول له «حسنا يا أبوراشد هذا هو سؤال الحسم وأرجو أن تنتبه فقد يكون سؤال ذكاء وليس في المعلومات الثقافية، والسؤال يقول: ما هو الفيتامين الذي يحتاجه المتقاعد للحصول على وظيفة بعد تقاعده بسرعة وبسهولة بغض النظر عن مؤهلاته وخبراته؟»، يسود الصمت أرجاء المسرح الكبير، وتتجه جميع الأنظار إلى بوراشد وقد بدأ العرق يتصبب من جبينه، وفجأة يرفع بوراشد كلتا يديه وكأنه يعلن الاستسلام ويصرخ بصوت مرتفع مخاطبا مقدم البرنامج «لقد تمكنت مني بسؤالك هذا، فإنني أبحث عن هذا الفيتامين منذ أعوام» ويقفز بوراشد من أعلى المنصة إلى المياه الموحلة معلنا انسحابه. وختاما أقول: عزيزي القارئ هل تعرف اسم هذا الفيتامين العجيب؟ وكيف يمكن الحصول عليه؟ وهل بالفعل ما زلنا نحتاج إليه لتسيير شؤوننا الحياتية؟؟؟.