10 أكتوبر 2025

تسجيل

عندما تضيع البوصلة

29 يناير 2020

اكتمل المشروع الضخم الذي استمر لسنوات، وجاء يوم الافتتاح والإعلان الكبير. حضر فريق المشروع الذين عملوا عليه لسنوات عديدة، كما حضرت مجموعة ضخمة من الإعلاميين لتغطية الحدث المهم، ووصل الوزير وقيادات الوزارة بالإضافة لضيوف الشرف وبعض الدبلوماسيين ورجال الأعمال. بدأت مراسم الاحتفال بخطبة للوزير عن أهمية المشروع ودوره في تطور البلد ونهضته. ثم بدأت بعض العروض لأطفال المدارس، وتم عرض صور لمراحل المشروع، وفي نهاية الحفل كانت اللحظة الحاسمة لفريق المشروع، حيث كانت فقرة التكريم. قام الوزير بتوزيع شهادات التكريم، وانتظر فريق المشروع اعلان اسماءهم، ولعلهم يحظون بفرصة لإلقاء كلمة صغيرة للتعبير عن مشاعرهم وشكر الزملاء وحتى عائلاتهم على تحملهم انشغالهم خلال فترة إنجاز المشروع، أو على الأقل كلمة لرئيس الفريق بالنيابة عنهم. ولكن بدلاً من ذلك، تم تكريم بعض القيادات فقط، والأغرب انه تم تكريم بعض مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي الذين حضروا الافتتاح! الأمر الذي غاب عن القائمين على الحفل، هو أن الحفل ينبغي له أن يتحدث عن المشروع ومن كان خلفه والفائدة والأهداف المرجوة منه، ولكن تفكيرهم كان منصباً على تلميع صورة الوزارة، خصوصاً أنه من فترة طويلة لم يكن هناك حدث بهذا الحجم في الوزارة. وأما تكريم الإعلاميين والمشاهير فكان الهدف منه هو كسب ودهم وزيادة اهتمامهم بالوزارة وأخبارها وتلميعها وبالإضافة طبعاً للدفاع عنها والرد على المنتقدين. ولكن أدى ذلك التوجه إلى موجة إحباط عند العاملين في الوزارة، فلم يتوقعوا أن تكافئهم الوزارة بتهميشهم بهذه الطريقة. هذا الإحباط أدى لخروج العديد من الأكفاء من الوزارة، والبقية لم يعودوا كسابق عهدهم في العطاء والإنجاز. هذا ما يحدث عندما تضيع البوصلة ويتوجه الاهتمام لشكل النجاح بدلاً من أسبابه. Twitter: khalid606