29 أكتوبر 2025

تسجيل

صناعة الروبوتات

29 يناير 2017

ركز خبراء الاقتصاد بمنتدى دافوس على ضرورة تفعيل الصناعات المبتكرة، بهدف مساعدة الدول على دخول الألفية القادمة بتنمية تحمل حلولًا لقضايا عالمية لا تزال تؤرق صناع القرار، أهمها التغير المناخي والبطالة والعولمة. وتركزت أبرز اهتمامات الاقتصاد الدولي على صناعة الإنسان الآلي، لكونه مجالًا يحمل ابتكارات مذهلة تدخل مختلف الصناعات الدقيقة والمعقدة، وباعتباره قطاعًا حيويًا تنهض به دول متقدمة.فالصناعة الآلية باتت ضرورة في كل مجالات التصنيع، بعدما كانت ابتكارات من الخيال العلمي، فهي اليوم تدخل في صناعات الغاز والنفط والطاقة والسيارات والطائرات والطب، كما دخلت مجالات الجراحة، والصناعة الدقيقة، ومبتكرات الحواسيب، والألياف الضوئية، وأعماق البحار، وآفاق الفضاء.فقد كان بدايات الإنسان الآلي على أيدي الصناعات الغربية واليابانية والصينية التي برعت في تطوير الآلات المتحركة على هيئة مخلوقات آلية، والتي ظهرت في الستينيات. ثم تطور استخدام الإنسان الآلي في الطائرات والسفن ومركبات الفضاء.واعتبر المنتدى الاقتصادي "دافوس" أنّ الثورة الآلية دخلت عصرًا جديدًا بعد تطور الإنسان الآلي، وأصبحت الدول المصنعة له تبتكر ملايين الآليات البشرية المتحركة، وتضخها في الصناعات الحديثة وأبرزها قطاع السيارات.واقترنت هذه الصناعة بعدة مجالات علمية هي: الحاسوب والتقنية والشبكات الضوئية والعقل البشري الذي يبدع ويصنع وينتج، وتعتبر اليابان والصين والولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة من كبرى الدول المصنعة للروبوتات في العالم، لأنها تصدر من هذا الإنتاج ملايين الأجهزة المتحركة. توقعت المنظومة الأوروبية وجود 50 بليون جهاز رقمي متشابك مع الأجهزة الآلية المتحركة خلال السنوات العشر القادمة، والتي يبتكرها العقل البشري، وهي تعمل من دون تدخل بشري، وتدار بشبكات رقمية معقدة، ترتبط بالإنترنت والحواسيب.وقد استحوذت الصين والهند وكوريا واليابان والغرب على سوق الروبوتات الصناعية، ففي الولايات المتحدة الأمريكية يعمل أكثر من 50 ألف روبوت في صناعة السيارات، ويعمل ضعف هذا العدد في صناعة المركبات الثقيلة والطائرات في الدول المتقدمة، وهناك ملايين المنظومات الروبوتية المعقدة التي تستخدم في الصناعات المختلفة، بل وتطورت إلى روبوتات متفاعلة كالبشر.وقد عايشت عالم الصناعة بأيدي الروبوتات بالمملكة المتحدة وتحديدًا مدينة كوفنتري، التي تضم كبريات المصانع العملاقة للسيارات والآليات، عندما أجريت أبحاثي الجامعية على التصنيع الآلي الذي بدأ في الغرب منذ الستينيات، وكانت صناعة المركبات تبدأ وتنتهي بأيدي آليات بالغة التشابك الإلكتروني، ولم يكن فيها مجال للخطأ البشري إنما كانت تسجل وقتها بداية عصر جديد من الرقميات المتحركة.وفي السنوات العشر الأخيرة تطورت صناعة المركبات العملاقة بعد تقليل الاعتماد على الأيدي العاملة والاستعاضة عنها بالآليات المتحركة، وكانت تنتج وتبتكر آلاف النماذج المتطورة.وكنا بصفتنا باحثين صناعيين نقوم بمراقبة تطور الإنسان الآلي بدءًا من الفكرة إلى خروج المنتج للسوق، إذ رغم أنّ العالم كان يأخذ خطواته الأولى في التعامل مع الروبوت، فإنّ الغرب واليابان والصين قطعوا شوطًا مهمًا في الاستفادة من الروبوت في الصناعة.وتعكف منطقة الشرق الأوسط اليوم على إعداد إجراءات فاعلة لإدخال الإنسان الآلي في بعض المجالات العلمية مثل الطب والهندسة والطاقة، وإن كانت في خطواتها الأولى إلا أنها بمثابة قفزة لعالم سيدخل عصر الآليات بقوة.