19 سبتمبر 2025
تسجيلتتميز دور التحفيظ النسائية بوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية، بتوفير حضانات لاطفال الاداريات والمحفظات الفاضلات، مما يفسر تفضيلهن العمل بها على وظائف اخرى اعلى راتبا، لكنها تفتقد تلك المزية التي تفردت بها وزارة الاوقاف عن غيرها من الجهات.لكن تعميما داخليا صدر قبل ايام يقضي بوقف رعاية اطفال العاملات بدور التحفيظ، وحصر اسماء القائمات على حضانة الاطفال لتوزيعهن على وظائف اخرى، اثار استغراب واستياء الاخوات الفاضلات منسوبات دور التحفيظ، بعد ان كن مطمئنات على اطفالهن وشعورهن بالامن الوظيفي لقربهن منهن اثناء تحفيظ وتدريس كتاب الله، مما يشجع على ادء واجبهن على اكمل وجه، لكن الامتناع عن رعاية اطفالهن تبعا للقرار المفاجئ سوف ينعكس سلبا على ادائهن بل ينذر بخلو هذا الميدان المبارك من جهودهن المنتجة، فإنْ قيل إن مبرر الالغاء يتعلق بشروط الامن والسلامة او تغطية النفقات فإن لنا في ذلك وقفات: — توافر انظمة الامن والسلامة مطلب مهم بدون شك، ولكن لماذا اختارت الوزارة اغلاق الحضانات بدلا من صيانتها وتزويدها بالشروط المطلوبة، لتكمل مسيرتها في استبقاء مزية الحضانات في دور التحفيظ؟! — المحفظات يفضلن اصطحاب اطفالهن معهن إلى حضانات التحفيظ لضمان الرضاعة الطبيعية والمحيط التربوي مامون الجوانب، حيث ان ارسالهن إلى حضانات خارجية يفتقد تلك الخاصية. — رواتب المحفظات يقف عند حدود الفي ريال فقط في الغالب، ينفقن نصفها على المواصلات، فإذا صرفن مثله على حضانة خارجية، ماذا يتبقى لهن؟!.— القرار تسبب في كثرة حالات الاجازات ومنها بدون راتب املا في عدول الجهات المعنية عن قرار الالغاء. وهذا وضع له تداعيات سلبية حتما.— تشرف وزارة الاوقاف على اوقاف المحسنين وترعاها، فكيف تعجز عن تطوير وصيانة حضانات تابعة لها، والعارفون يدركون طبيعة الاوقاف وريعها الذي يغطي نفقاتها ويزيد، فليت مسؤولي الاوقاف يعتنون بمثل هذه المشاريع إلى جانب اهتمامهم الملاحظ بالاستثمار وتحقيق العائدات. فإن لم تكن الوزارة قادرة على اجراء عمليات الصيانة او توسعة الحضانات فيمكنها فتح المجال امام المحسنين في هذه البلاد الطيبة الذين لن يألوا جهدا في بناء وصيانة دورالحضانة او تطوير مستوى الغرف المرفقة. اننا على ثقة بأن اهل المروءة في قطر الخير والعطاء لن يرضيهم الاضرار بأخواتنا المحفظات الكريمات بعد كل هذه السنين في خدمة كتاب الله وتربية الجيل على تعاليم الدين الحنيف، وهن أحق برعاية اطفالهن في حضانات ملحقة بدور التحفيظ اللاتي يعملن بها ويرتحن إليها.نرفع هذه المناشدة العاجلة لمعالي رئيس مجلس الوزراء الموقر حفظه الله المعروف بحرصه على تحقيق الصالح العام، لاتخاذ قرار يضمن استمرار دور التحفيظ وتحسين اوضاعها بما يتوافق مع معايير الامن والسلامة والله ولي التوفيق.وقفات للتدبر: احدى مسؤولات التحفيظ تسأل احدى المدرسات: هل تقبلين قرار إلغاء الحضانات ام تطلبين استقالة؟ هل يليق هذا التعامل مع مدرسة تحفظ بنات جنسها كتاب الله تعالى؟!. ومسؤول آخر يعلق على لجوء المحفظات للاجازات او الاعتذار قائلا: لدينا طلبات توظيف كثيرة، يريد القول إنه غير مكترث بانسحاب الاخوات الفاضلات من التحفيظ رغم انهن كوادر مؤهلة ومشهود لهن بالخبرة والانضباط وهنا اتذكر مقولة بليغة التقطتها من برنامج الاذاعة الصباحي المبارك (كيف اصبحت) كما في هذا التساؤل: اتدري ما معنى قول المظلوم حسبي الله ونعم الوكيل؟ اي انه نقل ملف القضية من قاضي الأرض إلى قاضي السماء، ولكم ان تتوقعوا كيف يكون الحساب!!.