12 أكتوبر 2025
تسجيلفي اليوم قبل أمس تشرفت بدعوة كريمة من سعادة السفير الهندي في الدوحة سانجيف أرور لحضور حفل؛ أقامه بمناسبة يوم الجمهورية الهندية الـ ٦٥ بوجود لفيف من كبار الشخصيات (قطرية وهندية) حيث استمتع الحضور بالاجواء الاحتفالية التي قدمت فيها ألوان مختلفة من الفن التقليدي الهندي الرائع، وأبدع فيه فنانون من المركز الثقافي الهندي جسدت فيه الثقافة الهندية المتنوّعة.وفي كلمته أمام الضيوف أشاد السفير الهندي بقوة وتميّز العلاقات الهندية القطرية التي وصفها بأنها ضاربة في عمق التاريخ، وأنها تجاوزت اختبار الزمن.. وقد كان محقا في ذلك فعلاقاتنا بهم فعلا كذلك، ولم يَقُل غير الحقيقة، حين تحدث مطولاً عن العلاقات المتميزة واواصر التعاون المتعددة الأوجه، التي تزدهر ضمن الإطار الممتاز الذي توفره العلاقات التاريخية والمشاركة المنتظمة على أعلى المستويات، مازالت ذكريات حقبة الخمسينيات راسخة في أذهان معايشيها من أهل قطر حيث كانت الهند حاضرة في محتمعنا في تلك الفترة من خلال العديد من الأوجه، بينها العملة النقدية الهندية التي تداولها ذلك الجيل في حياتهم اليومية وفي مشترياتهم، فيذكر ابناء جيل تلك المرحلة العملة الورقية (الروبية) والعملة الحديدية (الانة)، وكان استخدام الروبية الهندية بدأ في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ويعود ذلك ـ حسب المصادر ـ إلى استقرار نفوذ شركة الهند الشرقية الإنجليزية في الهند، مما جعلها تصدر عملة واحدة باسمها للاستخدام في عموم الهند، ونظراً للنمو المضطرد للتجارة بين دول الخليج العربية والهند عبر الزمن، بدأت هذه العملة تأخذ مكانها في المجتمعات الخليجية. إبان مرحلة الغوص على اللؤلؤ التي كان هو المستخرج من اعماق البحر، وكان عصب الحياة لقطر وباقي دول المنطقة، وقد ازدهرت تجارة اللؤلؤ آنذاك، وكان سوق الهند هو المستقبل الرئيسي للؤلؤ الخليج، حيث يتم بيعه هناك إلى دول العالم الخارجي باعتباره المنفذ الوحيد لبضاعتهم، وبالمقابل كانت الهند السوق الرائحة لشراء مستلزماتهم من البضائع المختلفة، التي تشتهر بها الهند وما زالت تمثل جزءاً من تراثنا سواء في الملابس او البهارات المتميزة، أو باقي البضائع الأخرى المهمة في حياتهم.في كتابي الصادر عن وزارة الثقافة والفنون والتراث بعد منتصف العقد الماضي بعنوان "لؤلؤ الخليج.. ذاكرة القرن العشرين" تناولت فيه من مصادر أغلبها شفاهية، وبعضها وثائقية، الحياة السائدة في تلك المرحلة والتي كانت سبب لازدهار العلاقة التاريخية بين قطر ودول الخليج وبين الهند، الا انه ووفق المصادر تبين أن الحكومة الهندية بعد الاستقلال تعرضت لخسائر كبيرة في احتياطيها كنتيجة لإخراج كميات كبيرة من نقدها بصورة غير قانونية إلى منطقة الخليج، واستبدالها بالجنيه الإسترليني.وهنا تأثرت مبيعات اللؤلؤ في الهند، لذلك تم الاتفاق بين حكومة الهند وبلدان الخليج العربي التي تستخدم الروبية الهندية على إصدار فئات ورقية خاصة من الروبيات للاستعمال في هذه البلدان، ومن 1 يونيو 1959 تم التداول بالعملة الجديدة في قطر، ودول المنطقة. وسلامتكم