30 سبتمبر 2025

تسجيل

وين الدرهم؟

29 يناير 2013

لا اقصد بـ (الدرهم) تلك العائلة القطرية العريقة التي انجبت الوجهاء والعلماء والاساتذة والوزير على مد تاريخها على هذه الارض الطيبة بل ما اقصده من (الدرهم) تلك العملة الحمراء ذات القيمة الضئيلة التي يساوي الريال منها 100 درهم وهي ما لا يعرفها ولم يلمسها جيلنا الحاضر، اما جيلنا السابق فقد قدر له ان يتعامل معها لفترة وجيزة ورآها رؤية العين المجردة ليس في صناديق الحفظ بل في التعاملات اليومية ثم اختفت من الاسواق ومن التداولات ومن المشتريات بعد ان كانت لها قيمتها في شراء المواد الاستهلاكية اليومية وبالاخص المؤن والمواد الغذائية التي كان يمكن شراء شيء منها بعشرة دراهم او اكثر وحتى اقل. لا ادعي فهمي في الاقتصاد لكن ما يؤكده الخبراء في هذا الشأن ان التضخم النقدي بالمعنى الاقتصادي الذي سيطر على الوضع الاقتصادي العالمي هو الذي تسبب في ضعف القوة الشرائية للعملة وبالتالي فان اكثر المتضررين من ذلك هم إخواننا الذين تقتصر نفقاتهم على دخول ثابتة فقط (موظفو الحكومة وأصحاب المعاشات) فهم لاشك يعانون ضغوطاً اقتصادية هائلة، لأن التضخم يعني نقصا فعليا في قيمة أموالنا وهو ما تسبب في اضعاف ميزانية الموظفين التي كلما تفضلت الدولة بزيادة الاعداد الورقية للموظف للاعلى، اتسعت رقعة جيوبه وتسربت امواله قبل ان يفرح ويتهنى بها في خزانته الفقيرة اصلا من تلك الاوراق النقدية. البعض منا قد لا يعير اختفاء (الدرهم) اهتماما بالغا ولا يعنيه من الامر شيء طالما لم يعد له ذكر او قيمة فعلية في الحياة العامة لكن كون جانب العملة الحمراء هذه يمس عنصرا مهما في حياتنا المادية، فانني رغبت ان انبه قراءنا الكرام الى اهمية إعادة هيبة (الدرهم) ووضعه بعين الاعتبار في مفكرتنا اليومية وادعو كذلك من خلال التوجيه الى اعطاء هذه العملة الحمراء قيمتها وتفعيل حضورها في مشترياتنا وتداولها بيننا كعملة معدنية وطنية لها اعتبارها وقد صرف من اجل اصدارها الكثير من الجهد والمال ويمكن ان تؤثر في وضع سوق الاوراق المالية وفي التداولات لو تم ثبات قيمته واصبح جزءا فاعلا مع (الريال) كما يقوم (البنس) في دعم الدولار الامريكي. في زمننا الآني اصبح الناس يرددون بان "الفلوس الحين ما فيها بركة" وهم يرون ان معظم السلع الضرورية والكمالية تستهلك منا عملة نقدية مضاعفة عما كان عليه في الأعوام السابقة بل ومتأكدين ان (الدرهم) اصبح مركونا بعيدا عن اعين الناس الذين يتحسرون على ايامه.. نحن بحاجة ماسة الى رفع درجة الوعي في ثقافاتنا الشرائية والاستثمارية من اجل ان نعمل على الحد من هذا الهاجس المقلق. نريد من الخبراء من ذوي الاختصاص ايجاد مخرج للحد من ارتفاع الأسعار في السلع بصفة عامة تتناسب عكسيا مع القيمة النقدية.. وتعريف افراد المجتمع بالنظرية الاقتصادية المعروفة انه (كلما ارتفعت الأسعار ضعفت القيمة النقدية) وهذا في نظري بالتحديد السبب في اختفاء العملة القطرية الحمراء (الدرهم) من الوجود في سلة العملات القطرية. وسلامتكم