31 أكتوبر 2025
تسجيلبالفعل لقد أسعد قرار المجلس الأعلى للتعليم تعريب بعض المقررات الجامعية وإلغاء البرنامج التأسيسي الذي دوّخ الكثير من الطلبة، كما أدخل هذا القرار البهجة والسرور على العديد من الأسر التي كانت تتخوف من وجود عقبات في طريق أبنائها إلى الجامعة بسبب وجود اللغة الانجليزية وتدريس جميع المواد بهذه اللغة التي قد لا يجيدها جميع الطلبة، مما قد يضعف المعدل ويؤثر على مستوى الطلاب، والذي أخرج العديد منهم من الجامعة متوجهين إلى كلية المجتمع وكليات أخرى سواء داخل البلاد أو خارجها، ومنهم من اضطر للعمل بعد حدوث ما يشبه الصدمة لهم. ولا شك أن إلغاء نظام البرنامج التأسيسي الذي يأخذ سنوات من عمر الطلبة، وقد يسيء إليهم أكثر مما يفيدهم، خاصة أن بعض هؤلاء الطلبة متفوقون وقادرون على الاندماج في الجامعة دون الحاجة إلى مثل هذا البرنامج، وهذا ما يؤكده ما كان يدرسه الطلبة من قبل دون الحاجة إلى هذا البرنامج، وقد تخرجوا في الجامعة وأصبحوا قادة الرأي وقادة العمل في المجتمع، وخرجت كفاءات ومواهب، دون اضطرارهم للدراسة في التأسيسي، وجامعة قطر العريقة قد خرجت الكثير من الطلاب والطالبات الذين درسوا باللغة العربية، خاصة المواد الأدبية التي لا تتضمن المصطلحات العلمية، وهم الذين في مقدمة من يقود مسيرة التنمية في الدولة. واللغة الانجليزية لا تحتاج إلى معجزة لتعلمها، فهناك العديد من المعاهد والمكاتب التي تعلم هذه اللغة، كما أن التعامل اليومي مع من يتحدث بها، يطور مهارات الموظف ويزيد من قدراته فيها. ولا شك أن الكليات التي سوف تعرب بها المناهج والمقررات، تحتاج إلى اللغة العربية، خاصة الإعلام والقانون، فالصحافة لدينا بهذه اللغة الغالية، والترافع في المحاكم باللغة العربية كما أن العمل في مجال الشؤون الدولية يحتاج إلى اللغة العربية التي هي لغتنا وهويتنا التي شرَّفنا الله عز وجل بها، وجعلنا خير أمة أخرجت للناس. واللغة الانجليزية لغة ثانية، لا أحد يقلل من أهميتها في الكثير من الأعمال وتعامل الناس مع الغير، ولكن لابد من حفظ الهوية العربية، وإعادة المكانة المهمة للغة العربية كلغة أولى وأساسية لتعليم الأجيال، خاصة أنها لغة القرآن الكريم الذي أنزله الله تعالى للعالمين، ودين الإسلام هو الدين عند الله عز وجل. ولقد تعرضت اللغة العربية للأسف للكثير من الإهمال سواء في التعليم أو بعض الأعمال وأصبح التعامل بها نادراً، واعوج لسان الكثير من الأبناء من كثرة رطنتهم باللغة الانجليزية، خاصة مع وجود العمالة المنزلية التي يتعامل معها هؤلاء الأبناء بشكل دائم أكثر مما يتعاملون مع أهاليهم، بل ان هؤلاء الأهالي بدأوا في الإصرار على أبنائهم للتحدث باللغة الانجليزية فيما بينهم. والحمد لله أن أدرك المسؤولون أخيراً أهمية هذه اللغة وأهميتها في التعليم والعمل، وعلموا ألا يصح إلا الصحيح. إن الدراسة باللغة العربية في بعض كليات الجامعة قرار حكيم، على أن تبقى الكليات العلمية تدرس باللغة الانجليزية، خاصة أنها تعتمد كثيراً على المصطلحات العلمية، ويتعامل الخريجون منها بهذه اللغة في مجال تخصصهم. ونأمل أن يطور هذا القرار من قدرات الأبناء ويزيد من اجتهادهم.