11 سبتمبر 2025

تسجيل

وفاة الجامعة العربية!

28 ديسمبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عندما تم التفكير في إقامة الجامعة العربية في أربعينيات القرن الماضي ، كان أحد أهدافها التعاون من ناحية والتوحد في مواجهة الأعداء لاسيما التغلغل الصهيوني في فلسطين من ناحية ثانية وفق القاعدة الشهيرة " الاتحاد قوة " في مواجهة القاعدة الاستعمارية البريطانية " فرق تسد " . ولقد كانت دائما قضية القدس وفلسطين هي القضية المجمِّعة للعالم العربي كما حدث في الحروب مع إسرائيل وأبرزها حرب 48 ، 73 ، بل كان هناك شبه اتفاق عربي على عزلة مصر عربيا بعد قيامها منفردة بتوقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل عام 1979 .لكن يبدو أن العصر الذهبي لهذا التوحد العربي " المنشود" قد تبدد بعدها مباشرة وتحديدا مع بدء حرب الخليج الأولى عام 1980 رغم أن أحد أطرافها "العراق"دولة عربية ، ثم تعمق هذا التباين في حرب الخليج الثانية عام 1990وما تلاها من حروب أبرزها الاعتداءت الصهوينية على غزة أعوام 2008 ، 2012 ، 2014 .ومنذ عام 2011 ومع سطوع شمس ثورات الربيع العربي حدث تحول هام في مفهوم العدو المشترك للعرب فقد باتت الشعوب العربية هي العدو ، وليس إسرائيل أو إيران أو حتى روسيا مؤخرا . فوجدنا دعما عربيا علنيا وليس خفيا للثورة المضادة في مصر واليمن وليبيا وتونس ، فحدث انقلاب عسكري في مصر ، وانقلاب "ديمقراطي" في تونس ، و حرب في اليمن ، وتآمر على الثورة في سوريا وصل إلى قبول بل وتأييد بعض الدول العربية لتدخل روسي إيراني واضح لدعم نظام مستبد في مواجهة شعبه ، تزامن هذا مع الانتهاكات الصهيونية الأخيرة في القدس ، والأقصى والتقسيم الزماني له . وبعدما كان لدينا في التسعينيات محوران عربيان" الممانعة والمهادنة" يختلفان حول كيفية التعامل مع إسرائيل، بات لدينا الآن محوران عربيان آخران يتنازعان بشأن سوريا وبقاء الأسد ، الأول تقوده السعودية وقطر ويستهدف ضرورة التوصل لتسوية في سوريا لا يكون الأسد جزءا منها ، مقابل محور آخر يضم الدول العربية الخاضعة للنفوذ الإيراني ،بالإضافة لمصر يرى ضرورة بقاء بشار الأسد كجزء من أي عملية تسوية سياسية محتملة. ومن المفارقة في هذا الشأن أن الجامعة العربية المنوط بها مناقشة القضايا العربية وقضية فلسطين لم تعقد أي اجتماع ولوعلى مستوى المندوبين الدائمين أو حتى وزراء الخارجية لمناقشة هاتين القضيتين المصيريتين . ولعل السبب ربما يكون معروفا وهو أن هذه الاجتماعات ستظهر حجم التباينات في الموقف من بشار وإسرائيل . وبالتالي الأفضل عدم عقدها حتى وإن كان ما سيتمخض عنها بيانات شجب وإهانة لا تسمن ولا تغني من جوع. في حين عقدت اجتماعا مؤخرا-بناء على طلب العراق- لبحث ما سمته التدخل التركي" المحدود" لأغراض تدريبية للأكراد بناء على موافقة مسبقة من بغداد لمواجهة تنظيم الدولة الذي يفترض أنه العدو المشترك للجميع! وهنا يبقى السؤال : هل انتهى مشروع الوحدة العربية والجامعة العربية إلى الأبد بأيدي العرب أنفسهم وليس أعدائهم وفق نظرية المؤامرة ؟ إذا كانت الإجابة بنعم فإن السؤال التالي هو من سيطلق رصاصة الرحمة على هذا الكيان الأقدم في نشأته من الأمم المتحدة ذاتها؟أما إذا كانت الإجابة بلا ، فإن هناك سؤالا منطقيا أيضا هو: من يعطي قبلة الحياة لها ، وهل هذا ممكن فعليا أم لا في ظل التباينات الشديدة في المواقف بين الدول العربية ذاتها التي يبدو كما قال خصومها في يوم من الأيام أن العرب اتفقوا على ألا يتفقوا!