13 سبتمبر 2025

تسجيل

التربية الثقافية للطفل

28 ديسمبر 2015

تخضع شخصية الإنسان خلال مراحل نموها المتعاقبة لعدد كبير من العوامل الوراثية والبيئية، وتبدأ هذه العوامل تأثيرها من لحظة الميلاد، وتتوالى تأثيراتها مع مراحل النمو الجسمي والعقلي والحركي والاجتماعي والوجداني، ومن هنا، لابد أن ندرك أن للأسرة أهمية خاصة ووظائف متعددة قد تختلفت من مجتمع لآخر ومن زمن لآخر.ولذلك فمن الأهمية بمكان: دراسة مهام الأسرة في علاقتها ثقافة الطفل لأنها أولى الجماعات التي ينتمي إليها الطفل. وللأسرة وظائف متعددة لازمة للطفل اجتماعيا وثقافيا وتربويا ودينيا. وبخاصة في مجتمعنا العربي الذي ما يزال يتمسك بالشكل المثالي للأسرة ويحتفظ كل فرد فيها بدوره برغم كل التغيرات التي مرت بها الأسرة في كثير من المجتمعات حيث أوكل كل فرد غيره لينوب عنه في تربية الأبناء ورعايتهم..!!فالأسرة لها أدوار رئيسية وإنسانية في حياتنا فداخل الأسرة تتكون شخصية الطفل من جميع النواحي الاجتماعية والنفسية.وكثير من الأسر تخطئ خطأ جسيما حين تتعجل نمو الأطفال بحيث تنظر إليهم على أنهم أشخاص أصبحوا كبارا والكثير من الأسر تحمل صغارها مسؤوليات أكبر من قدراتهم.فالآباء والأمهات، بهذه الطريقة، يسيئون للأطفال ويحرمونهم من التمتع بمرحلة الطفولة بل إنهم يقفزون فوق المراحل التي ينمو خلالها الطفل فلكل مرحلة من مراحل النمو أعراض جسمانية وخصائص نفسية وعقلية تنعكس على تفاعله مع أفراد الأسرة.كما أن من بعض الأخطاء التي تقع فيها الأسرة تدخل الآباء في اختيار نوع التعليم لأبنائهم انطلاقا من رغبة الآباء في أن يكون لأطفالهم مستقبل زاهر ويقيسون هذا الازدهار بمقاييس عصرهم هم.وبالتالي يختارون لهم نوعية معينة من التعليم قد لا تتناسب وطموحاتهم وقدراتهم ولكن هذا التدخل – كما نشاهد في واقعنا المعيش – غالبا ما يكون ضد رغبات الأطفال والشباب واستعداداتهم وميولهم سواء أكان ذلك أثناء مرحلة التعليم العام أم في مرحلة التعليم الجامعي.ولكي يكون التعليم مثمرا، منتجا، محببا للنفوس، لا بد له من العناية بطموحات وقدرات الأبناء التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار، وتأتي قبل تطلعات وطموحات الأسرة.إن الإنسان الناضج نفسيا واجتماعيا تكون له معايير صحيحة لمفاهيم وصور الصواب والخطأ، يتقيد بها دون صعوبات تذكر ومن أجل التوصل إلى ذلك يجب أن يحصل الطفل النامي على إحساس معقول بالخطأ والصواب أو بمعنى آخر ينمي ضميره الأخلاقي بنفسه وباختياره، والأفضل أن يتم ذلك من ملاحظة الطفل النامي لسلوك الآخرين مما يقال له وأمامه، ومما يختبر من سلوك شخصي.وكثيرا ما يكون هذا النمو للقيم والمثل العليا أمرا غير يسير وهكذا فإن الطفل الذي يعيش في جو مبالغ في التزمت قد يفرط في الحساسية بالنسبة لما هو صواب وما هو خطأ وبذلك يعذب ضميره دون مبرر.. ومن جهة أخرى فإنه يثور على بيئته ويستهزئ بما هو صواب وما هو خطأ وهو بذلك يسبب المتاعب لنفسه ولمن يحيطون به.وهنا لابد من النصيحة بالاعتدال حتى يتمكن الطفل من تكوين ضمير صحيح لا متزمت ولا متساهل يمكنه من العيش الصحيح مع نفسه ومجتمعه. ويجب أن يتعلم الإنسان أن الشعور بالإثم قد تكون له أسباب حقيقية أو أسباب وهمية ذلك بأن الإنسان يتوهم أنه قد اقترف إثما مع أن دوافعه بريئة وفي كل الأحوال فإن الضمير الحي الناضج هو الذي يمنع الإنسان من اقتراف الإثم الحقيقي.وهكذا، وفي ضوء التغيرات العلمية والحضارية الحديثة أصبحت الأسرة مؤسسة اجتماعية أولية تسعى إلى توفير المأكل والملبس... إلخ، ومع خروج الأم للعمل وكثرة الأعباء المادية أهمل الجانب التربوي والجانب الثقافي في تربية الطفل والذي يمكن يجب أن يتضمن الجوانب التالية:1- الالتزام بالسلوك التربوي في التعامل مع الطفل منذ سنته الأولى التي يبدأ فيها بالكلام ويختزن عنده حصيلة لغوية.2- تعمل الأسرة على إشباع حاجات الطفل الأساسية لتكون نفسية سوية لدى الطفل، وغرس الحب والحنان والتسامح في نفوس الأبناء ونبذ العنف والتعصب لفئة أو لغة أو دين.3- متابعة البرامج والأعمال التي تقدم للطفل في وسائل الإعلام المختلفة ومنع الطفل من مشاهدة العروض غير اللائقة. حتى لا يتخذ منها السلوك والألفاظ ويرددها في مصطلحاته. 4- لابد من أن توفر كل أسرة وسائط ثقافية مختلفة للطفل مثل مكتبة صغيرة أو شراء مجلات دورية خاصة بالطفل ولابد أن يكون للطفل حصة من القراءة. 5- إذا ما اعتمد الطفل في ثقافته على الوسائط الثقافية الإلكترونية (الكمبيوتر – الإنترنت) فلابد من متابعته ومراقبته في أثناء استخدامه لهذه الوسائط ومعرفة نوع المعلومة التي يتلقاها. 6- يجب على الأسرة اصطحاب الطفل إلى الأماكن الثقافية المتوفرة في حيز سكنه مثل المسارح وقصور الثقافة ومكتبات الأطفال. 7- ضرورة أن تتفهم الأسرة المراحل العمرية وحاجات كل مرحلة حتى تتواكب مع أطفالها في نوعيات الثقافة التي تقدم لهم في مراحل عمرهم.