13 سبتمبر 2025

تسجيل

عندما يسرق الفقر زهرة العُمْر !!

20 يناير 2016

التربية هي الأداة الوحيدة التي تهيئ الفرد للنمو السوي في حياته، وتوّجهه الوجهة الصحيحة حتى يستطيع التكيف مع أبناء جيله ومجتمعه وعندما ينتقل الفرد من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة ثم الشباب فالرجولة فالتربية تلازمه، وتزودهُ بما يتطلبه تقلبه في النمو من أفكار ومعلومات ومعارف جديدة. ومرحلة الطفولة هي زهرة العمر في حياة كل فرد، فهي مرحلة التفتح والبهجة، يسعى بعدها العمر إلى صلابة الشباب التي تتطلب الكدح والمثابرة، تمهيدا لمرحلة الكهولة فالضمور فالانكماش. ففي مرحلة الطفولة تتشكل شخصية الفرد بكل جوانبها: الجسمية والانفعالية والنفسية والاجتماعية. وعلى هذا الأساس، تمثل الطفولة القاعدة الصلبة التي تبني عليها الأمة آمالها في خلق الأجيال الصالحة فإن أرادت بناء مجتمع قوي ناضج وتنشئة مواطنين صالحين وتهيئة حياة طيبة لشبابها ورجالها فعليها تجنيد كافة الإمكانات المادية والبشرية لرعاية الأطفال الصغار وتوفير التربية السليمة لهم. وقد أكدت التشريعات المختلفة الاهتمام بأمر الطفل وتأكيد حقوقه ورعايته وحمايته من جميع صور الإهمال والتعذيب والقسوة وكل ما قد يضر بصحته أو يعوق تعليمه أو يعترض طريق تنميته من الناحية البدنية والعقلية والخلقية والنفسية، كما أكدت حقوق الطفل في اللعب والرياضة والتعليم، بحيث يعيش طفولته سعيدة آمنة. ولكن مع كل هذا الاهتمام بتربية الأطفال فإن هناك أعدادًا كبيرة من الأطفال تجبرهم ظروف الفقر والحاجة على الالتحاق بالعمل في سن مبكرة. ويرى التربويون أن تشغيل الأطفال يعرضهم لظروف لا تتلاءم مع قدراتهم الجسمية مما ينعكس على حالتهم الصحية والنفسية ويتسبب في حرمانهم من القدر المناسب من التعليم نتيجة لتخلفهم عن الالتحاق بالمدرسة الابتدائية أو لتسربهم منها، يزداد الأمر خطورة إذا أخذنا في الاعتبار أن التعليم الأساسي يعتبر مرحلة متصلة ويشكل الحد الأدنى لتكوين الفرد، حيث تتجه كثير من الأسر إلى دفع أبنائها إلى سوق العمل رغبة منها في زيادة دخلها وتخفيف الأعباء عن كاهلها ومن ثم زيادة قدرتها على تحقيق مطالبها المعيشية فقد تضع بعض الظروف الطفل كعائل وحيد عليه أن يكابد من أجل الآخرين في أسرته. وقد أشارت نتائج إحدى الدراسات التي أشرفت عليها هيئة الصحة العالمية إلى أن حوالي 98% من أعداد الأطفال الذين يعملون تحت سن الخامسة عشرة تتركز في الدول النامية، تزداد في المناطق الريفية عنها في المناطق الحضرية. وتقدرهم منظمة العمل الدولية بنحو 250 مليون طفل في الفئة العمرية من ( 5 – 14 سنة). وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها منظمة العمل الدولية، وصدور القوانين التي تحّرم تشغيل الأطفال قبل بلوغهم سن معينة فإن الإحصاءات توضح ارتفاع نسبة العاملين منهم خاصة في الدول النامية. ومما سبق يتضح أن تزايد أعداد الأطفال غير الملتحقين بالتعليم، الملتحقين بسوق العمل يتطلب التوقف أمام هذه الفئة من الأطفال/ العمال، والعمل على حمايتهم حماية تحد من استغلالهم في العمل، وتوفر لهم التعليم الأولي، وتؤمن بعض الدعم المالي للأطفال الأكثر حاجة.