18 سبتمبر 2025
تسجيلإن تدشين دار الشرق الكتاب الأبيض في إصداره الثالث يعتبر من صميم المسؤولية الاجتماعية، التي تعرف بأنها نظرية أخلاقية وبأن أي كيان، سواء كان منظمة أو فردا، يقع على عاتقه العمل لمصلحة المجتمع ككل للحفاظ على التوازن بين الاقتصاد والنظام البيئي، وغالبا ما يختص بالمسؤولية المجتمعية منظمات الأعمال والشركات والمؤسسات والبنوك، والشرق في احتفائها بالفائزين بجوائز المسؤولية الاجتماعية وتدشينها الكتاب الأبيض في نسخته الثالثة قفزت بمفهوم المسؤولية لفضاءات أكثر اتساعا باستضافتها متحدثين أكاديميين ومنظمات عمل مجتمعي وناشطين في المجالات الخيرية والطوعية والتعليمية فأثروا الحوارات والمناقشات.الاحتفائية بالناشطين في مجال المسؤولية الاجتماعية حافز وتكريم واعتراف بالفضل ومنشط للآخرين ليسيروا في الطريق، كما أن المتحدثين كشفوا الستار عن أركان هذه النظرية التي تعتبر حديثة عهد بدولنا العربية، بل ما زالت تسير على استحياء، وربما الخيط الرفيع الذي يفصلها عن العمل الخيري والعمل الطوعي أثقل خطواتها وألبسها شيئا من الضبابية. فكان مؤتمر المسؤولية الاجتماعية الذي عقد ليوم واحد بفندق الريتز مائدة مستديرة ضمت ممثلي الشركات والأكاديميين وأساتذة الجامعات والخبراء الذين أزالوا العتمة عن هذه النظرية الضرورية لتوازن الحقوق والواجبات التي تقع على كاهل الشركات والمؤسسات نحو المجتمع المحيط بهم بل لخارج مجتمعاتهم كشركاء في تقدم الإنسانية ورفاهيتها .ولإنزال كامل أركان نظرية المسؤولية المجتمعية وفلسفتها لأرض الواقع لابد أن تدخل ضمن المناهج الدراسية لتتحول لسلوكيات فردية فتكون طبيعة مواتية حينما يكون هؤلاء الأفراد هم بذاتهم على رأس العمل بشركات ومؤسسات مهما كبر شأنها أو قل. إن الفرد هو حامل لواء المسؤولية الاجتماعية بدأ من محيط أسرته إلى الشارع فالنادي فالأسواق وهي مسؤولية تضامنية تقع على عاتق الشركات ليستفيد منها المجتمع فالأفراد وهكذا. ولن تشكل حلقات مستديرة فاعلة إن لم يكن الفرد واعيا لحقوقه وواجباته ومنسجما ومعاييرها الثلاثة الأساسية المتمثلة في:الاحترام والمسؤولية، بمعنى احترام الشركة للبيئة الداخلية وكوادرها العاملة، والبيئة الخارجية (أفراد المجتمع) ومحيطها .دعم المجتمع ومساندته وزيادة وعيه ومشاركته لقيام مؤسساته الثقافية والبحثية الخ .حماية البيئة، سواء من حيث الالتزام بتوافق المنتج الذي تقدمه الشركة للمجتمع مع البيئة، أو من حيث المبادرة بتقديم ما يخدم البيئة ويحسن الظروف المحيطة بالمجتمع ومعالجة المشاكل البيئية الناجمة عن أعمالها أو التي لها به علم.نأمل مشاركة أكبر للجالسين على كراسي الدرس في المؤتمرات القادمة كما أن غرس مفهوم المسؤولية الاجتماعية كفلسفة حياة يبقى هو السقف الأعلى والأمل المرتجى .