27 أكتوبر 2025

تسجيل

رحمك الله يا عمي

28 ديسمبر 2014

كان عمي -رحمه الله- مسجى منذ خمسة أيام في حالة حرجة في قسم العناية المركزة بمستشفى حمد العام، فجاءنا خبر وفاته فجر يوم الجمعة حين فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها في تلك اللحظة، فترحمت عليه وآمنت بقضائه الذي لا راد له، وفي ذات الوقت حمدت الله على هذه اللحظة التي فارقت فيه روحه إلى الرفيق الأعلى، فأيقنت أن الرجل توفاه الله في ليلة مباركة لقوله -صلى الله عليه وسلم-"ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر" رواه أحمد والترمذي، استرجعت كتب الأحاديث الصحيحة عن رسول البشرية -عليه الصلاة والسلام- فوقعت عيني على قول الحكيم الترمذي عندما ذكر"ومن مات يوم الجمعة فقد انكشف له الغطاء عما له عند الله، لأن يوم الجمعة لا تسجر فيه جهنم وتغلق أبوابها ولا يعمل سلطان النار فيه ما يعمل في سائر الأيام، فإذا قبض الله عبدا من عبيده فوافق قبضه يوم الجمعة كان ذلك دليلا لسعادته وحسن مآبه، وإنه لا يقبض في هذا اليوم إلا من كتب له السعادة عنده"، وفي موقع آخر ذكر الترمذي"أما بخصوص النجاة من عذاب الآخرة لمن نجا من عذاب القبر، فهذا علمه عند الله -جل وعلا-، ولكن قد روى عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه" وفي صحيح مسلم عن عبد الرحمن الأعرج أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- "خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا" .رحمك الله يا عمي كانت حياته متجذرة بالأعمال الخيرية، وتلقينا أيام العزاء مئات المكالمات من عدة مناطق فقيرة وبالأخص من الهند وعلى وجه التحديد من منطقة كيريلا التي غرس فيها سنابل الخير فجنى بعد رحيلة الدعوات الصادقة، حيث ارتفعت الأكف تدعو له بالرحمة والمغفرة من أسر ترملوا لرحيلة، كما كانت مسيرته في الدعوة مشهودا لها بين أقرانه حين كان يرافقهم إلى شتى بقاع العالم لنشر الإسلام ومساعدة الفقراء والمحتاجين لتطال صدقاته وحسناته دعوات أولئك الفقراء فتلامس روحه وهي تصعد إلى السماء العليا لتستقر عند الرفيق الأعلى، على الجانب الىخر يعتبر عمي من الرعيل الأول المؤسسين لنادي الريان الرياضي خلال حقبة الستينات، ومن الذين لعبوا في صفوف الفريق الأول كحارس مرمى وقدم للرياضة القطرية جهودا كبيرة، فكان من الكوادر الرياضية في إدارة الشباب والرياضة تحت كنف المغفور له الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني وزير المعارف والأب الروحي للشباب والرياضة وكان مديرها آنذاك سعادة السيد أحمد بن علي الأنصاري، وكل الرياضيين المعاصرين له يذكرون أيامه وحضوره المتألق في عالم الرياضة والشباب، رحمك الله يا عمي عبدالنور بن عبدالعزيز الزيارة، لقد رحلت فجر يوم الجمعة ووفاتك في هذا اليوم من علامات حسن الخاتمة، ندعو الله أن يثيبك بأعمالك ويلهم أهلك وأحبابك الصبر والسلوان "إنا لله وإنا إليه راجعون". وسلامتكم