15 سبتمبر 2025

تسجيل

حوارات في لندن متعددة

28 ديسمبر 2010

الحوارات جرت في جو من الألفة تفرعت من التعليم إلى اللغة و الهوية والمستقبل كنت في الأسبوع الماضي تحدثت عن حوارات جانبية عن فوز دولة قطر بتنظيم أولمبياد عام 2022 وفاتني ذكر أحد المؤتمرين في ضيافة " مجلة الآداب والفنون "التي أسست عام (1732) في بريطانيا والتي آلت ملكيتها في يومنا هذا إلى رجل عربي مرموق بعيدا عن الأضواء يقدم لأمته ما يستطيع تقديمه فكرا وعملا دون الإخلال بموطن إقامته الجديد بعد أن تعذرت عليه الحياة في وطنه العربي وما أكثر هؤلاء الرجال العرب الذين يعيشون في المهاجر ويحملون هموم أمتهم في كل مواقع حياتهم. قال محدثي: أنتم في قطر تقعون في دائرة هلال الأزمات ومنطقة الخليج العربي تعج بها الحركات الدينية المتشددة، وسيفد إليكم لمشاهدة كأس العالم لكرة القدم أعداد كبيرة من شعوب مختلفة لها سلوك وعادات وتقاليد مختلفة عنكم منها ما هو محرم في ديانتكم ومنها ما هو ممنوع طبقا لتقاليد المجتمع ألا تخشون من تنظيم القاعدة أن يعكر صفو الأمن ويقوم بأعمال إرهابية قبل موعد مباريات كأس العالم لكرة القدم 2022 الأمر الذي يحول دون إتمام دورة الأولمبياد أو أثناء الدورة الرياضية لمنع عشاق كرة القدم من حضور المباريات خاصة النهائية منها. قلت أريدكم تطمئنوا على سلامتكم في بلادنا، فنحن شعب ليس فيه طائفية أو قبلية أو أحزاب متنافسة نحن نشكل نسيجا اجتماعيا متجانسا متحدا وسنتحول جميعنا إلى رجال أمن نحرس ضيوفنا ونحافظ على سلامتهم، نحن سنحافظ على أمن دولتنا والقاعدة وتنظيمها لا وجود لهما في بلادنا لكن أريد التأكيد بأنه قد يحدث شغب بين المشجعين كما يحدث في مثل هذه المناسبة في فرنسا ـ وبريطانيا ـ وإيطاليا ـ والبرازيل وغيرها من عواصم الدنيا التي استضافت مباريات كأس العالم لكن تأكدوا بأن لنا القدرة على ضبط الأمن ومنع انتشار الشغب أرجو الله أن يمد في حياتنا جميعا لنرى تلك التظاهرة العالمية وهي تتألق على تراب قطر العزيز وأتمنى أن أراكم في الدوحة لحضور تلك المناسبة العالمية. (2) في حوار المائدة المستديرة في رحاب هيئة تحرير " مجلة الآداب والفنون " آنفة الذكر كان على جدول أعمالنا أمن الخليج العربي ومسيرة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وغزو الجامعات والمدارس الأجنبية الناطقة بغير اللغة العربية لمنطقة الخليج العربي، وسأتوقف عند النقطة الأخيرة. اعترف الجميع بأن هناك جهودا كبيرة تبذلها دولة قطر وآخرون حول تطوير مناهج التعليم لكن البعض أبدى تخوفه على الهوية العربية وضياع اللغة والدين والتاريخ فنتعلم تاريخ الدولة الأقوى صاحبة اللغة المهيمنة، وراح أنصار هذا الرأي يضربون أمثلة من واقع الحياة كقولهم فرنسا كانت دولة مهيمنة على الكثير من الدول الإفريقية وهيمنت اللغة الفرنسية على كل وسائل الحياة وضاعت اللغة القومية لتك الشعوب الإفريقية وضاع تاريخ شعوب تلك الدول، البرتغال فرضت لغتها القومية على البرازيل وفقد البرازيليون هويتهم القومية وتقمصوا تاريخ البرتغال، إسبانيا وأمريكا اللاتينية نموذج آخر. طرح أحد أهل الحوار سؤلا حول الدوافع وما هي الأهداف وراء زحف الجامعات والمدارس الأمريكية والأجنبية الأخرى على منطقة الخليج العربي في هذه الحقبة التي تمر بها أمتنا العربية والإسلامية، أليس الأولى والأهم النهوض بالجامعات الوطنية والتوسع فيها وتحديث مناهج العلم لتلك الجامعات الوطنية، وتشجيع الترجمة كما فعل الأولون في العصر العباسي؟ لقد حاول البعض منا إيجاد مبررات لذلك الغزو الأكاديمي غير المسبوق لمنطقة الخليج، والحق أنني لم أستطع الدفاع عن تلك المدارس والجامعات الوافدة أو المستوردة إلى الخليج العربي ليقيني بأن تلك العملية الزاحفة تشكل خطرا مستقبليا على هوية وعروبة الخليج. أضرب مثلا من الواقع المعاصر جمهورية غرينادا في منتصف ثمانينات القرن الماضي استطاع اليساريون الوصول إلى الحكم الأمر الذي أغضب الولايات المتحدة الأمريكية فأمرت قواتها البحرية والجوية باحتلال غرينادا بهدف إسقاط النظام اليساري، كانت الحجة التي قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية أنها غزت جمهورية غرينادا لإنقاذ الطلاب الأمريكيين الذين يدرسون في كلية الطب في عاصمة غرينادا من الفكر الشيوعي، كان ذلك التبرير أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وكذلك الجمعية العامة فهل يتكرر الموقف في خليجنا العربي في قادم الأيام؟ قد يقول قائل أمريكا في الخليج لا تحتاج إلى ذرائع فقواعدها العسكرية منتشرة في كل دول الخليج العربي وإن أرادت إجراء أي تغيير في مجريات الحياة السياسية والإستراتيجية في المنطقة فإنها قادرة على فعل ذلك من الداخل دون إثارة الرأي العام العالمي. آخر القول: حوارات جادة وعلمية جرت في جو من الألفة في هذا البند تفرعت من التعليم إلى اللغة إلى الهوية إلى التاريخ والدين والمستقبل وللحديث بقية.