10 سبتمبر 2025

تسجيل

أبصار العالم شاخصة نحو قطر لترى الجهود الدبلوماسية الناجحة

28 نوفمبر 2023

استقطبت العاصمة القطرية الدوحة أنظار العالم منذ السابع من أكتوبر الماضي عقب اجتياح المقاومة الوطنية الفلسطينية مستوطنات غلاف غزة، براً وبحراً وجواً، إنه حدث لا سابقة له، هذا الحدث أصاب الكيان الصهيوني بالرعب، وكذلك عواصم الغرب الداعمة للاحتلال الصهيوني لفلسطين، هذا الاهتمام العالمي جعل رؤساء دول كبرى ورؤساء حكومات عبر العالم يتواصلون مع صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ينشدونه بذل مساعيه من أجل تحقيق التهدئة ، وإطلاق سراح مَن تم اعتقالهم من قبل المقاومة الفلسطينية، الأمر الذي بدوره يحجم الردع الإسرائيلي المسلح على غزة. (2) الرئيس الأمريكي بايدن على اتصال بصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، يكاد يكون تواصلهما بشكل يومي، كذلك اتصالات وزير خارجيته بلنيكن مع معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وقادة رأي في واشنطن، الديوان الأميري أنواره مضاءة ليلاً، وخلال ساعات النهار دليل على أن هناك عملا دؤوبا من أجل إيجاد مخرج لإنهاء المجازر التي ترتكبها إسرائيل، قطر تسعى لتحقيق مطالب أهلنا في غزة والضفة الغربية وحقن الدماء وردع العدوان على غزة والمواطنين في الضفة الغربية، اتصالات على أعلى المستويات بين الدوحة وباريس ولندن وبرلين وموسكو وعواصم أوروبية أخرى. وزارة الخارجية القطرية بقيادة معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومساعدوه منهمكون على مدار الساعة في ملاحقة التطورات على الساحة الفلسطينية والعالمية، ولم ينقطع نشاطهم منذ السابع من أكتوبر الماضي إلى أن تم توقيع الاتفاق بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة حماس والجهاد الإسلامي من طرف وإسرائيل من طرف آخر، وتوجهت وزير الدولة بوزارة الخارجية السيدة لولوة الخاطر إلى غزة تضامنا مع الشعب الفلسطيني، ولكي تطمئن وحسب تعليمات رئيس الوزراء وزير الخارجية على سير الأعمال الإنسانية هناك وبترحيل العالقين في قطاع غزة عند اشتعال الحرب والذين يتمتعون بإقامات في قطر إلى جانب تقديم الدعم المعنوي والمادي للأشقاء في غزة ورجال الإعلام العاملين في القطاع « موقف شجاع ولا يمارسه إلا الشجعان وأصحاب النخوة أقدمت عليه سمو الشيخة موزا بنت ناصر ، سفيرة النوايا الحسنة في منظمة اليونسكو بتقديم استقالتها من مركزها المرموق في المنظمة الدولية احتجاجا على موقف المنظمة الدولية للثقافة والتربية والتعليم من العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، وألقت خطابا في مؤتمر إسطنبول، تناولته وسائل الإعلام العالمية بالتحليل جاء فيه «أشهد أن كل ما نفعله لأشقائنا في فلسطين في غزة والضفة الغربية إنه أقل مما يستحقون، هم الذين يمثلون في هذه اللحظة من التاريخ كرامة هذه الأمة في زمن الرداءة والتردي، وأشهد لكم يا أطفال فلسطين أنكم ولدتم رجالاً، فضحتم بصمودكم وبثباتكم ترنح وانكسار من كنا نحسبهم يوماً رجالاً، أقبّل هاماتكم وأشد على أيديكم « الوفد الدائم في نيويورك والسفارات القطرية في واشنطن وفي العواصم الغربية خلايا اجتماعات وحوارات من أجل غزة وأهلها. وفي داخل قطر، الجمعيات الخيرية والإنسانية ورجال الأعمال والأفراد على كل المستويات هبوا لجمع التبرعات لأهالي غزة كما انشغلت كثير من المعاهد والجامعات لعقد ندوات حول الشأن الفلسطيني، وكان « المركز القطري للصحافة «على قمة تلك المؤسسات إلى جانب المعهد العربي للدراسات العليا. ما أردت قوله أن قطر حكومة وشعبا ومقيمين كلهم انشغلوا بالهم الفلسطيني. (3) تكللت الجهود القطرية الحثيثة والجادة بالتعاون مع الأشقاء في مصر والجانب الأمريكي بتوقيع اتفاق هدنة لمدة أربعة أيام قابلة للتمديد، ولكن مَن الضامن من كل هذه القوى الدولية ألا تعاود إسرائيل احتجاز الأسرى الفلسطينيين الذين تم الإفراج عنهم بعد عملية طوفان الأقصى ؟، التجارب علمتنا والقرآن ينبهنا بأن هؤلاء لا عهد لهم ولا يوفون بتعهداتهم، اذكّر بأن الجندي الإسرائيلي جلعاط شاليط الذي كان أسيرا في غزة منذ 2006 والى 2011 لدى قوات المقاومة الفلسطينية الباسلة وتم الافراج عنه بعد أن جرى تبادل مع الإسرائيليين، لكن سرعان ما قامت إسرائيل باعتقال معظم من تم الإفراج عنهم بموجب الاتفاق. الأمر الثاني خرقت إسرائيل الهدنة الإنسانية يوم الأحد الماضي، وقتلت مواطنا فلسطينيا وأصابت آخر في مخيم المغازي وسط قطاع غزة ومنعت الأهالي من العودة إلى منازلهم وأملاكهم في شمال غزة، وحلقت طائرات حربية في أجواء خان يونس جنوبا، وذلك اثباتا بان هذا الكيان الدخيل لا يفي بتعهداته فما هو الضمان لأهل غزة بعد ان تسترد إسرائيل أسراها ألا تعاود الحرب الشاملة على غزة ؟ (4) الرأي عندي أن الاتفاق المشار إليه لا يخلو من سلبيات وغموض في النصوص، فلا نجد فيه نصاً يجبر إسرائيل على الانسحاب من شمال ووسط غزة، ولا نجد نصاً يجيز للفلسطينيين سكان شمال غزة العودة إلى أراضيهم ومساكنهم، ولا نصاً يجبر إسرائيل على فتح المعابر الواقعة بين مصر وقطاع غزة التي تهيمن عليها إسرائيل. قد يقول قائل إن الاتفاق هو خاص بوقف اطلاق النار وتبادل الأسرى، وهذا قول مردود عليه. آخر القول: يا معشر العرب لا تتركوا غزة فريسة لإسرائيل، فإذا سادت إسرائيل في غزة، فإن العاقبة على العرب ستكون وخيمة.