29 أكتوبر 2025
تسجيللم أستغرب نهائياً أن يكون وفد قطر الرسمي بقيادة سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر وزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية، هو أول وفد رسمي لمسؤول عربي ودولي يزور قطاع غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي، زيارة لأرض الواقع بهدف الاطلاع على الأوضاع الإنسانية في القطاع والوقوف على الاحتياجات الأساسية والعاجلة للسكان، ومتابعة دخول المساعدات الغذائية والطبية عبر معبر رفح البري للفئات المستهدفة. لم أستغرب هذه المبادرة الإنسانية أن تنبع من أرض قطر التي يدعو قائدها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله ورعاه إلى وقفة جادة إقليمياً ودولياً أمام هذا التصعيد الخطير الذي نشهده والذي يهدد أمن المنطقة والعالم، ودعا سموه إلى وقف هذه الحرب التي تجاوزت كل الحدود، وحقن الدماء وتجنيب المدنيين تبعات المواجهات العسكرية، والحيلولة دون اتساع دائرة الصراع، ورفض صاحب السمو في خطابه في افتتاح الدورة الثانية والخمسين لمجلس الشورى تصرف العالم وكأن حياة الأطفال الفلسطينيين لا تحسب، وكأنهم بلا وجوه ولا أسماء. مثل هذا التوجه الذي يمثل قطر قيادة وشعباً انعكس عبر زيارة سعادة السيدة لولوة الخاطر، ووقوفها بنفسها أمام كافة الإجراءات، والتعرف على الاحتياجات الفعلية من داخل غزة، واللقاء بعدد من الأسر والأطفال والإعلاميين، وحديثها العفوي مع الجميع في وقت شعروا بخيبة الأمل من تجاوب العالم لنداءاتهم المتكررة، يأتي دور قطر الداعم للسلام كبلسم عطاء، وبارقة أمل وخير لأرض الصمود وشعب لقن العالم معنى أن ترتبط الكرامة بالأرض فدافعوا عنها بالمال والبنين، شكراً سعادة لولوة الخاطر فأنتِ بحق فخر للمرأة المسلمة، وفخر لشعب قطر، وفخر للدبلوماسية الإنسانية، اختصرتِ الحديث لأهلنا في غزة عندما قلتِ لهم بأنكم أيقظتم إنسانية العالم بعد سبات. شكراً سعادة لولوة الخاطر على تقديم نموذج حي للدبلوماسية الإنسانية هذا المفهوم الذي يشير إلى استخدام العلاقات الدبلوماسية لتعزيز القيم الإنسانية وحقوق الإنسان في المجتمع الدولي، ويهدف إلى تحقيق التواصل والتفاهم بين الدول والمجتمعات المختلفة، والتركيز على قضايا الإنسان وتحسين ظروف حياتهم، ويهدف إلى تعزيز حماية الأفراد والمجموعات المهمشة، وتوفير المساعدات الإنسانية والإغاثة في المناطق المتضررة من النزاعات والكوارث الطبيعية، وتعزيز حقوق الإنسان وتعزيز العدالة والمساءلة. صوت: يستحق أطفال غزة العزة والحياة الكريمة، وتستحق هذه الأرض المباركة أن تنمو من جديد، ويستحق الشعب المناضل أن يقف العالم معه وبجانبه، وأن تُعاد أرضه المسلوبة ويعيش بأمان.