14 سبتمبر 2025

تسجيل

متى تنشغل أوروبا عنا؟!

28 نوفمبر 2022

بتنا على وشك انتهاء دوري المجموعات لبطولة كأس العالم فيفا قطر 2022 ولا يزال الغرب محموما في الكتابة عن قطر ! فهل تصدقون أن هذا الغرب التعيس حقيقة الذي ترك كل المشاكل العويصة التي يمر بها في الداخل من غلاء أسعار وطوابير بشرية ممتدة لنيل حصص غذائية أو نفاد وسائل الطاقة والغاز مع اقتراب فصل الشتاء الذي لا يبدو أنه سوف يرأف بأوروبا كلها وترك التهديدات الأمنية المستمرة التي تعصف بأوروبا مجتمعة وزحف اللاجئين على شواطئها وقوارب الموت التي لا تصل لها وتفرغت للهجوم على قطر والدفاع عن مجتمع الشواذ الذي لا يقره دين ولا عرف ولا أخلاق ولا فطرة بشرية سوية؟!. هل تصدقون أن البرلمان الأوروبي الذي كان يجب أن ينشغل بكل هذه المشاكل وعلى رأسها أوكرانيا التي تُركت في منتصف الطريق تواجه مصيرها واختصرت الموضوع في إطلاق التهديدات الهشة والعقوبات التي لم تجد في روسيا فضاعفت هجومها ولم تبال بأي شيء تفعله القارة العجوز ضدها واليوم نرى هذا البرلمان يهاجم كأس العالم في قطر لأنه حرم (أصحاب الألوان) من ممارسة حريتهم وإشهار أنفسهم في البطولة التي كان يعلم العالم قبل 12 سنة أنها سوف تقام على أرض عربية مسلمة تحافظ على قيمها ومبادئها وتتوقع من الآخرين أن يحترموا ثقافتها كما يحترم جميع المسلمين والعرب الذين ذهبوا لـ 21 نسخة مونديالية تمت استضافتها في قارات أوروبا وأفريقيا وأمريكا الشمالية والجنوبية وآسيا لا سيما في الدول غير الناطقة بلغة الضاد أو المنضوية تحت ستار الشرق الأوسط في آسيا واحترموا في جميع هذه النسخ ثقافة وعادات وقوانين جميع الدول التي استضافت بطولات كأس العالم ولم ينطق أحد بكلمة واحدة فيها فلم اليوم والبطولة في قطر نجد كل هذا الهجوم المستمر والبطولة تدخل في يومها التاسع وتحقق نجاحا لا أريد أن أقول إن إعلامنا العربي أو القطري يروج له بل إن مئات الآلاف من المشجعين الأجانب يشيدون بالبطولة في قطر وينقلون إعجابهم في كل مكان أو أي لقاء متلفز يرصد من خلاله آراء هذا الزحف الجماهيري الذي لم يسجل أي سلبية حتى الآن بداية من إجراءات الدخول عبر المطار وسهولة الإجراءات ومرورا بالسكن الذي وصفوه بالفاخر والمريح وسهولة الوصول للملاعب القريبة من بعضها البعض ونهاية بالإجراءات لدخول الملاعب بل والإشادة بقرار منع تناول المشروبات الكحولية داخل الملاعب وحولها حتى أن مجموعة من المشجعين عبروا عن ارتياحهم بهذه الخطوة ووصفوها بالمذهلة لأنهم اطمأنوا بذلك على أرواح عائلاتهم وأطفالهم من الشغب والجنون الذي يصيب المشجعين السكارى بعد فوز أو هزيمة منتخبات بلادهم وعبر مشجعون إنجليز بأنهم يتماشون مع هذا القرار بأريحية ولا بأس في ذلك فلم يهب برلمان أوروبا المتصابي حقا في الهجوم على قطر التي تؤمن بأن البطولة لها توقيت محدد وسوف تمضي بنجاحاتها أو إخفاقاتها، لا سمح الله، لكن المبادئ الثابتة لا يمكن التفريط بها ولو لأنملة صغيرة لأنها بذلك قد تفتح بابا لا يسد بعد انتهاء المونديال ولذا لا يمكن أن تطالب أوروبا باحترام ثقافاتها وقوانينها وتجرم على دولة تستضيف أكبر حدث رياضي عالمي على أرضها أن تستهين بقوانينها المنبثقة من دولة لها سيادتها واستقلاليتها التي لا تتبع أحدا حينما يتعلق الأمر بالدين والأخلاق والقيم والمبادئ، فالبطولة كما ذكرت سوف تذهب وتظل أصداء نجاحها باقية وثابتة ولكن ما يبقى هو ما يجعل هذا المجتمع مستمرا وقائما على قانون أخلاقي لا يجب أن يتهاون به أحد، لذا نرجو من أوروبا التي تدعي أنها متحضرة أن تعبر عن تحضرها بإغلاق فمها الكبير عن قطر التي سوف تحصد نجاحها بإذن الله الآن ولاحقا ودائما.