12 سبتمبر 2025

تسجيل

مركز المطار الصحي.. متاهة

28 نوفمبر 2016

أبهرني مبنى مركز المطار الصحي بعد اكتمال تجديداته وصبغ جدرانه وإدخال الانظمة الحاسوبية لتخدم المرضى ولتقصر فترات بقائهم بأروقة المركز للتشافي والعلاج، وتلك المساحات التي اضيفت لجسمه العتيق ليستوعب الاعداد المتزايدة من المرضى والمراجعين والمتوجعين الكثر شافاهم الله وعافاهم.. ولكن..قبل يومين كنت زائرة لعلة مرضية وبالمدخل الرئيسي تمعنت في لوحة معلقة حوت كثير من البنود والارشادات المنحازة لصالح المرضى، ولو طبقت لخرج المرضي وامثالي بالرضا التام والشفاء بإذن الله... وقفت ضمن الصفوف امام الاستقبال وحينما جاء دوري طلبت منى الموظفة الوقوف في صف اخر مقابل لها تماما لاني حضرت دون موعد.. وما كان مني إلا الاتجاه الى الخلف دور... وحصلت من الممرضة على تذكرة لأعود مرة اخرى لصفوف الاستقبال لتطلب مني الموظفة مرة اخرى العودة لذلك الصف، فقلت لها: اريد ان افهم لماذا ادور من صف لآخر؟ وفجأة تركت اكثر من موظفة عملها والصفوف المتراصة امامها وبأصوات عالية: ماذا تريدين؟ قلت لهن: فقط اتمنى تطبيق ما جاء بهذه اللوحات.. وتدخلت احدى الاخوات يبدو انها مسؤولة القسم وحددت لي موعدا بعد اكثر من ساعة لمقابلة الطبيبة.. وبعد دخول وخروج لغرفة الطبيبة وغرف الفحص والاشعة والصيدلية وصفوف المواعيد وتجاوز الاضاءات الحمراء، ووو... مررت بأكثر من صف وعدت مرة اخرى لذات الصف، وهكذا في شبه متاهة نجحت فيها في حيازة دواء للكحة وربما التهاب بالشعب الهوائية بما استغرق مني ما لا يقل عن ٥ الى ٦ ساعات. نعلم تماما الجهود الكبيرة المبذولة للصحة والتعافي، ونتمنى للمنفعة العامة ولاجل المرضى والمراجعين للمؤسسات الصحية تلافي اهدار وارهاق المرضى من تلك الصفوف، وأن يرفق بحالتهم موظفو الخدمة الامامية.. إن بقاء حالة طارئة بأي مشفى مدة تتجاوز الساعة ربما تزيد معاناته وتسبب ضغطا في الانظمة الصحية وتشوه جمالياتها التي وجدت لتقصير المعاناة للمراجعين.. وسلامتكم.همسة: ما زلت أعتقد أن الرسوم الرمزية التي يدفعها المقيم قياسا بهدر الوقت تسبب ضغطا للمؤسسة الصحية غير محسوب بدقة.. كونوا بخير.