19 سبتمبر 2025
تسجيللا يخلو أي منا من مشاكل هذا العصر وهي متنوعة بتنوع أحداثها فليس منا من لا يعاني من مشاكل اقتصادية وتربوية وسياسية وليس منا من لم يذق مرارة الغدر والخيانة والحزن والهم، ليس منا من لم يذق حلاوة الصبر والفرح وثمرة النصر تلك هي مشاكلنا وتفاعلاتنا ومشاعرنا التي لابد أن نعرف كيفية التعامل معها.هناك من يردد كلمة التأقلم مع الظروف وهذا في نظري غير صحيح فالمهم لكل شخص منا أن يجعل الظروف تتأقلم معه نحن من يتحكم في تلك الظروف وعندما نجعل ظروف الحياة تتحكم بنا فنحن هنا نسلم أنفسنا ونقتل إرادتنا ونعلن الاستسلام العلني والهزيمة ونقصي في ذات الوقت العقل ونعطل مكامن القوة التي وهبها الله لنا.اعتقادي الشخصي الذي أؤمن به أنه لا مستحيل أمام الإنسان الذي هو في حقيقة أمره خليفة الله في الأرض ونحن نعلم معنى ومفهوم كلمة الخلافة بكل ما فيها من معان وصفات ومن خلال هذه الخلافة نستمد قوة إرادتنا. وحياتنا هي مصادر لثلاثة أمور مهمة (العقل، والنفس، والروح) فمتى ما كان الإنسان مسيطراً عليها ومحركاً لها أصبح قوياً في ذاته معافاً في نفسه حكيماً في عقله طاهراً في روحه وهذه المعادلة لا تنجح ولا تأتي بنتائجها إلا بالفضائل التي فضلنا بها الله وأمرنا بها.فالعقل لابد أن يعمل في إطار المقياس الحياتي لنا وهو الحلال والحرام والنفس لابد أن تتمتع بنوايا طيبة تكبح من خلالها ملذات الحياة التي تصنع التيه في دواخلنا متى ما أطلق لها العنان والروح لابد أن تكون متصلة بمصدرها (ونفخت فيه من روحي) حينها تكون نقية شفافة تسير بأمر من الله.تلك التفاعلات الثلاثة هي مقياس العمل الذي تمتع به نبي الله يوسف عليه السلام في قصته فعندما كاد له إخوته وتآمرت وكذبت عليه امرأة العزيز وزج في السجن حكم العقل وصبر على ظلمهم وهو ذات الفعل الذي كان عليه يعقوب عليه السلام فلم تكن هناك ردة فعل الغاضب وحينما عرضت عليه الشهوات والملذات سيطر على النفس وكتم لذاتها ورغباتها وأعتصم وعندما كان في السجن كانت الروح في اتصال مع ربها ويدعوا إلى الله (أأرباب متفرقون أم الله الواحد القهار) وفي الحالات كلها تعامل بفضائل النفس وحكمة العقل ونقاوة الروح (لا تثريب عليكم اليوم).وفي بشريتنا لابد من الأخطاء والزلات ولكن لا تصميم عليها ولا استمرارية لها بل عودة وتأنيب وتحكيم ضمير متى ما كنا صادقين مع أنفسنا فلاشك أنها تصبح تجارب نستفيد منها فالحياة ليست لهاثا بل هي تجارب مستمرة وتعلم دائم ودين عائد ولعل مشاكلنا صناعة عقل وكبوة نفس وغفلة روح وتذكروا دائما هذه المعادلة التي هي ثالوث الحياة وقيسوا عليها كل مشاكلكم ستجدون أنها في الحقيقة غياب أو إقصاء لأحد الأضلع الثلاثة التي باستقامتها تستقيم الحياة كماً وكيفاً وشكلاً ومضموناً.ولا حياة لتلك الشخصيات التي تتعامل مع المجتمع بنتائج فكرها وترى أنها قمعت في مجتمعاتها لذلك تنتقم من هذا المجتمع أو ذاك بسوء أفعالها لأنهم أصحاب عقول سوداوية ونفوس مريضة وأرواح ضالة لا تتمتع بضمير يقظ تظلم وتضحك وتقتل لتعيش وتكذب لتعمل وتستمر إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون.