21 سبتمبر 2025
تسجيلبداية : كل الاعتذار من دار التقدم السوفياتية (سابقا ) على استعارة العنوان الذي استبدلت فيه : كلمة السوفياتي بكلمة الفلسطيني. لقد حارب السوفييت معركتهم الوطنية العظمى , وانتصروا, ونحن لا بد منتصرون . في فلسطين بطولات خارقة وازت قصص الأبطال السوفييت(إن لم تتفوق عليها) والذين أصدرت عنهم دار التقدم سلسلة رائعة من الكتب . ونحن بعد الانتصار سيكتب المعنيون والتاريخ بطولات أبناء شعبنا ...كثيرة هي البطولات الفلسطينية على مدى قرن زمني من شهداء الثلاثاء الحمراء عطا الزير , محمد جمجوم وفؤاد حجازي وقبلهم , مرورا بكل الشهداء والشهيدات ومنهم الشهيدة دلال المغربي التي سيطرت على الساحل الفلسطيني لساعات, والشهيد جيفارا غزة, والاستشهاديون جميعهم وصولا إلى شهدائنا وأسرانا في هذه المرحلة(وهم ممتدون على عرض كل التنظيمات الفلسطينية بلا استثناء ومنهم من لم ينتم إلى تنظيم معين) ولعل من بينهم ما سنستعرضه في هذه المقالة.. لن ينسى الإسرائيليون يوم 17 أكتوبر 2001 , حين تمكن أبطال فلسطينيون من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من إعدام العنصري الفاشي الكريه صاحب نظرية ترانسفير الفلسطينيين: رحبعام زئيفي , رداً على اغتيال الأمين العام للجبهة الشعبية(أبو) علي مصطفى.هذا التاريخ لن ينساه الفلسطينيون ولا أصدقاؤهم أيضا ,فسيظل مجسداً في ذاكرتهم. العين بالعين والسن بالسن وغيرهم،هذه شريعة حمورابي وكرستها كل الديانات السماوية , ومبادئ الحق والعدل والقانون. تتبجح إسرائيل دوماً بقدرتها الفائقة وبيدها الطويلة وبسوبرمانيتها, فهي اغتالت العديدين من القيادات الفلسطينية في الأراضي المحتلة وفي أنحاء متفرقة من العالم. صحيح نعترف بالقدرات الإسرائيلية , لكن هذه القدرات لم تأت من قوى إسرائيل الخارقة , بل مما تمتلكه من أسلحة ومعدات متطورة وتكنولوجيا تحرص الولايات المتحدة والدول الغربية على تزويدها بها أولاً بأول،فما تكاد المصانع الأمريكية والغربية تنتج أسلحة جديدة أو تكنولوجيا متطورة من أجل الملاحقة ، حتى تكون بأيدي الإسرائيليين بعد أسابيع قليلة من إنتاجها.إسرائيل تستغل كل أجهزة المخابرات الغربية وتنسق معها.هذا ما لا نقوله نحن , بل مذكرات الكثيرين من القادة ممن عملوا في الموساد لسنوات طويلة, وسمحت لهم الاستخبارات الإسرائيلية بإصدار كتب تتضمن بعض المعلومات وليس كلها.إسرائيل بالتالي تعتمد على جيش من المساعدين التابعين المنتمين للاستخبارات الغربية وتسخرهم في خدمتها. إسرائيل تستغل حتى جوازات السفر الغربية لحليفاتها من الدول في عمليات القتل, كما تبين في عملية اغتيال الشهيد محمود المبحبوح في دبي ، وكشفتها شرطة دبي. هذا بالضبط ما يقترفه الكيان الصهيوني فليس من محرمات في نشاطاته واغتيالاته القذرة. بالتالي أين هي القدرات الخارقة للإسرائيليين؟. عملية اغتيال زئيفي تمت(وكما نشرتها الصحف الإسرائيلية) بأسلحة بسيطة ، وهي لا تُقاس بما تمتلكه إسرائيل ، فليست قدرات خارقة تلك التي تغتال مناضلاً ببضعة صواريخ كما جرى مع الشهيد (أبو) علي مصطفى وغيره من القيادات الفلسطينية من أمثال الشيخ احمد ياسين والدكتور عبدالعزيز الرنتيسي وغيرهم،القدرات الخارقة هي تلك التي يمتلكها المناضلون:عاهد أبو غلمي،حمدي قرعان،باسل الأسمر،مجدي الريماوي،محمد الريماوي،الذين قاموا بالتخطيط والتنفيذ وتمكنوا من إعدام زئيفي رغم الحراسة المشددة عليه.القدرات الخارقة هي التي تمكنت من أسر شاليط والاحتفاظ به خمس سنوات كما فعلت حماس, وهي التي تمكنت من أسر جنديين إسرائيليين على الحدود , كما فعلت المقاومة اللبنانية .نعم نقولها بملء الفخر،الفلسطينيون والعرب بإيمانهم وبعدالة قضيتهم وبوسائل بسيطة قادرون على ملاحقة الإسرائيليين أيضاً،كما جرى مع زئيفي وما جرى من اكتشاف لكل خيوط المؤامرة التي جرى تنفيذها في الإمارات العربية المتحدة،ليس ذلك فحسب بل جرى كشف كل المشاركين والمساعدين وهم ينوفون عن الخمسة وعشرين مشاركاً. هؤلاء الأبطال الذين قاموا بعملية اغتيال زئيفي محكومون بالعديد من المؤبدات لكل منهم في سجون العدو الصهيوني،كذلك هو الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات محكوم بــ30 عاماً أيضاً . كلهم محكومون بسبب قضية زئيفي،هؤلاء المناضلون وغيرهم خاضوا إضراباً عن الطعام مدة 22 يوماً وعلّقوا الإضراب ثلاثة أيام بعد أن وعدتهم إدارة السجون بالاستجابة لمطالبهم وإخراجهم من العزل الانفرادي (فكلهم كما غيرهم يعانون هذا العزل منذ اختطافهم من سجن أريحا) وتلبية كافة القضايا التي أضربوا من أجلها.تعليق الإضراب لثلاثة أيام جاء من أجل التأكد من صحة وعد إدارة السجون, وإن لم تستجب في نهايتها ,فسيواصلون إضرابهم. هؤلاء المناضلون وضعت إسرائيل خطوطاً حمراء أمام إطلاق سراحهم في عملية تبادل الأسرى التي جرى إبرامها مؤخراً مع حركة حماس،فقد طلبت الأخيرة إدراجهم مع سعدات ومروان البرغوثي من فتح وعبدالله البرغوثي من حماس لاطلاق سراحهم ، لكن إسرائيل رفضتهم جميعاً . المطلوب من أجل تحرير هؤلاء وغيرهم ,اختطاف المزيد من الجنود الإسرائيليين فقد ثبتت نجاعة هذه الوسيلة .