26 أكتوبر 2025

تسجيل

الخطـاب الـذي جمـع وشمـل

28 أكتوبر 2021

حقيقة لم أرد لمقالي هذا أن ينشر يوم أمس وقد كان إعلامنا بصحفه وقنواته وإذاعاته منشغلا بتناول الخطاب الأول لسمو الأمير المفدى الشيخ تميم بن حمد في مجلس الشورى المنعقد للمرة الـ 50 بتاريخه والمرة الأولى لانعقاده بهذه الحلة الجديدة التي تأتي بعد عملية الانتخابات الشعبية التي شارك بها جموع المواطنين في الثاني من أكتوبر الجاري وصوتوا لاختيار أعضاء المجلس الذين عينوا بالتصويت بينما كان نصيب 15 عضوًا منهم بالتعيين المباشر من سمو الأمير الذي افتتح يوم الثلاثاء الماضي أولى جلسات المجلس بشكله الجديد والذي أعقب كلمة سموه التصويت على اختيار سعادة السيد حسن الغانم رئيسا للمجلس واختيار سعادة السيدة د. حمدة السليطي نائبا لرئيس المجلس. والحقيقة أن الخطاب الشامل الذي افتتح به سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني كان بحق الخطاب الذي يختصر السياسة التي تقوم عليها الدولة سواء من قبل أو من بعد وأنها لا تتوقف عند محطة واحدة وتقف عندها، بل إن الاستمرارية هي ما تسير عليها هذه السياسة الحكيمة في المجالات السياسية أو الاقتصادية أو الصحية في الداخل أو الخارج فكان خطابا مثل للداخل والخارج أنه يصف بالضبط النهج الذي تسير عليه دولة قطر سواء في علاقة الحكومة بمواطنيها ومن يعيش على هذه الأرض الطيبة أو سياستها الخارجية مع الدول الصديقة وأخرى منكوبة صحيا كالدول التي هرعت الدوحة لنجدتها طبيا لمواجهة انتشار فيروس كورونا على أراضيها وبين شعوبها والحس العربي المسلم الذي تميزت به قطر تجاه أعمالها الإنسانية التي وصلت للقاصي والداني في مشهد شكل سمعة طيبة لها وسط الدول والمؤسسات الدولية التي تشيد في كل مرة بالهبات والمساعدات القطرية في مختلف أنحاء العالم. هذا الخطاب الذي أوضح بأن (المواطنة القطرية) جزء لا يتجزأ من تركيبة المجتمع القطري وأن سموه قد أعطى تعليماته لمجلس الوزراء لتطبيق مبدأ المساواة في جانب المواطنة لجميع المواطنين وإحداث تغييرات في القانون بما يخص هذا الشأن في لفتة يعلم سمو الأمير أنه لا يجب أن يكون هناك ما يمس هذا الجانب بين شعبه ولا يمكن أن يسمح بأن يثار حوله أي بلبلة يمكن أن تزعزع تكاتف الشعب وتآلفه حول ارتباطهم ببلادهم وانتمائهم لها بالإضافة إلى أن خطاب سموه ارتكز أيضا على النجاحات السياسية التي تحققها قطر في الخارج وأهمها نجاح الوساطة النزيهة التي قامت بها الدوحة وأثمرت مؤخرا بين جانب طالبان الأفغانية وبين الجانب الأمريكي أسفرت عن انسحاب القوات الأمريكية بنسبة تزيد عن 90 % من أفغانستان والإبقاء على أفراد محدودي العدد لا يتعدون المئات لحماية المنشآت والمصالح الأمريكية هناك ومبادلة أسرى أفغان بآخرين من الجنود الأمريكيين لدى الجانبين وكل هذا تحقق في الدوحة المستمرة حتى الآن في الإشراف على تنفيذ بنود هذا الاتفاق الذي تحقق معظمه واستطاعت طالبان أن تصل لسدة الحكم في أفغانستان وتنتظر اعترافا دوليا بها كسلطة حكومية تحكم هذا البلد الممزق سياسيا واقتصاديا للأسف ولم يخف من خطاب سموه التطور الاقتصادي لا سيما في مجالي الغاز والبترول وجلب الاستثمارات في البلاد التي تعزز من مكانة قطر في أنها وجهة تجارة غنية تسمح بتملك الأجانب وفق أحكام وقوانين لا تخل بالهوية القطرية وأن البلد يسير وفق سلطات ثلاث اكتملت بها سلسلة الرؤية العامة للبلاد والتي سوف تحدد سير البلاد دون إخلال بإحداها ولذا يمكن القول بأنني كنت آخر المتحدثين عن خطاب سمو الأمير بكثير من الإيجاز لضيق المقام الذي أكتب فيه هذا المقال ولكن يبقى جوهر ما أكتبه أنا ويكتبه ويغرد به الآخرون عن هذا الخطاب دليلا على إعجابنا الكبير بما شمله لا سيما وإن قيل في أول انعقاد لمجلس الشورى بشكله الجديد الذي ندعو الله أن يسدد فيه الخطى ويوفق أعضاءه لما يحب ويرضى وما له من منفعة للبلاد والعباد معا. ‏[email protected] @ebtesam777