09 سبتمبر 2025

تسجيل

أسعدوهم فيما تبقى من عمرهم

28 أكتوبر 2018

لا أتصور أن معظم الأبناء في حاجة لهذه النصيحة للاهتمام بكبار السن من الأمهات والآباء والأجداد. إلا أن بعضهم يفتقد الشعور بأن كبار السن في حاجة لمن يدخل السعادة إلى قلوبهم بطرق شتى، مثل التواصل معهم، وزيارتهم وحتى تناول وجبة الغداء معهم، متى ما سنحت الفرصة لذلك، بسبب إيقاع الحياة السريع والذي أفقد الأسرة ساعة الصفاء والتجمع لتناول الغداء...! يجب رعاية كبار السن والاهتمام بهم فيما تبقّى من عمرهم؛ فقد كان قدر ذاك الجيل التعب والسهر والتربية في زمن صعب. كانت الأم من ينجب ويربي ويرعى المنزل دون أي وسائل للمساعدة، من خدم ومربيات ووسائل التربية والرعاية والتنظيف والتي سهلت حديثاً، علاوةً على شح الأموال. على الأبناء تقدير هذه التضحيات الجسام، فقد وهب الوالدان حياتهما كلها لتربية الأبناء ورعايتهم، وصنع الحياة الكريمة لهم، أفلا يستحقان منا بعد ذلك شيئا بسيطا من الاهتمام، حيث لن يكون بمقدور أي منا رد الجميل لذاك الجيل. فلله درّهم كيف استطاعوا، وسط تلك الظروف الصعبة، تربية أبناء وبنات جنوداً للوطن، وبأعداد كبيرة نسبياً عن عدد أفراد الأسر الجديدة. فإسعادهم والاهتمام بهم فيما تبقى من عمرهم لا يحتاج منا الكثير، بإمكانكم زيارتهم في أي وقت، فهم دائماً موجودون في المنزل، يتشوقون لرؤيتكم ورؤية أبنائكم، فلا تحرموهم من ذلك، ولا يتذرع أحدكم بمشاغل الحياة التي قد لا تنتهي إلا بعد فوات الأوان! ولن تنتهي.. ويجب التمعن في قوله عز وجل: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما) الإسراء «٢٣». لأن الوالدين إذا بلغا الكبر، ضعفت نفوسهما وبدأت حاجتهما النفسية تزداد في إحساسهما بأهميتهما وقيمتهما لدى الأبناء، فهنا يأتي دور التحمل وعدم التأفف والتضحية والصبر. ◄ آخر الكلام.. الفردوس الأعلى لمن رحلوا وطول العمر وكل الحب للموجودين بيننا وهم في أعيننا . (رب ارحمهما كما ربياني صغيرا). alkuwarim @hotmail.com