17 سبتمبر 2025

تسجيل

ملتقى الهوية الأول في رؤية قطرالوطنية 2030

28 أكتوبر 2014

من دوافع سروري حضوري الملتقى الأول لندوة (الهوية في رؤية قطر الوطنية 2030) والذي أقامه مركز قطرللتراث والهوية، وذلك تحت رعاية معالى الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، والذي أقيم بتاريخ 20/21 أكتوبر، وبحضور نخبة من الإعلاميين والباحثين من كافة المتخصصين ومن لهم علاقة مباشرة بالهوية والتراث، والذي تم من خلاله مناقشة كافة التحديات الثقافية والاجتماعية والتراثية التي تواجهها ثقافتنا الحالية نتيجة الانفتاح التكنولوجي والثقافي والثورة التكنولوجية، والتي أحدثت نقلة كبيرة في التواصل المباشر بين الأفراد والمجتمعات واختلاط الثقافات وسهولة الانتقال والتواصل والاقتباس والتأثير بين الثقافات العربية والاجنبية، ما كانت هناك عواقب وتحديات كبيرة تواجهها مجتمعاتنا في الوقت الحالي، وعلى وجه الخصوص على الهوية الثقافية بكل مفرداتها من لغة وتراث وثقافة، وربما لو ألقينا الضوء على قطر والنقلة النوعية التي تعيشها خلال السنوات العشر نتيجة التحولات الاقتصادية والتنموية وطرقت كل أبواب التغيير الاجتماعي والثقافي وكان مصاحبا لها رؤية الدولة واهتمامها بالدرجة الأولى للهوية والتراث حتى 2030، ولكن ما يحدث الآن من آثار لذلك الانفتاح على الأفراد والمجتمع يحتاج وقفة جماعية من كافة المختصين والمسؤولين بالهوية والتراث لسد كافة الفجوات الثقافية التي يعيشها المجتمع في الوقت الحاضر وربما المجتمعات العربية والخليجية بشكل عام، ولكن باختلاف طفيف من مجتمع إلى آخر، اختلافا للغة والعادات والتقليد وسياسة تلك الدول في النهوض في سلك حركات التنمية ومعه الحفاظ على الهوية الثقافية، ولذا نتمنى أن نرى وقفة عما تمر به مجتمعاتنا، وذلك نتيجة هذا الانفتاح، ومنها الإيجابي والسلبي على الثقافة واللغة، وذلك ابتداء بالأفراد إلى السادة المسؤولين وأصحاب القرار بالدولة، وخاصة أن هناك اهتماما كبيرا من الدولة في الحفاظ على التراث والمورثات القديمة وعلى النقيض بعض نماذج التحديات التي نراها الاعتزاز بالهوية العربية والوطنية من الشكل الخارجي فقط، واستخدام بعض المصطلحات وعدم تعزيزها من خلال الاحتفاظ بها كلغة أساسية، وهذا ما نراه من خلال وضع اللغة الإنجليزية في المقام الأول لدى الكثير من الأفراد وممن التحقوا بالمدارس الأجنبية داخل وخارج الوطن، وإضافة لغة التباهي والتفاخر من الآباء وبعض المسؤولين بإتقان التحدث باللغة الإنجليزية كلغة أساسية وليست مهارة مكتسبة، ما يسبب ألما على واقع اللغة العربية لدى الأجيال القادمة، ومن جانب آخر، عدم التأني من خلال القرارات الصادرة في اللغة المتبعة في المدارس والجامعات من عربية إلى إنجليزية والعكس، ووجود بعض الكفاءات غير الملمة بثقافة الوطن واللغة الأساسيىة الأم، ما سبب اضطرابا للغة والثقافة لدى الفئات الشبابية الحالية وانجرفوا وراءهم في لغتهم وثقافتهم المتداولة، ومن زاوية أخرى، نتمنى التأني في اختيار العمالة الوافدة، ولم لها من آثار وخيمة على الهوية والتراث من خلال نقل ثقافتهم إلى مجتمعاتنا وتأثر أبنائنا بهم وإن كان أبسطها الدور التربوي والاجتماعي الذي تقوم به الخادمة بدلا من الأم داخل الأسرة، نتيجة خروج المرأة للعمل والضغوطات الاجتماعية والنفسية التي تعاني منها المرأة في الوقت الحالي وتعدد الأدوار المهنية والاجتماعية وغياب الدور التربوي من زاوية أخرى بالتركيز على القيادات الشبابية من خلال التنسيق المباشر مع وزارة الشباب والرياضة من خلال طرح فعاليات وخطط وبرامج هادفة تعزز الهوية والتراث لدى الشباب، وذلك لما نراه من اهتمام الشباب بالمفاهيم الشكلية فقط للهوية الثقافية والوطنية، من خلال الاهتمام الشكلي بالأعياد الوطنية ورفع شعار حب الوطن والافتخار بالوطنية بدون مضمون ومعرفة بكيفية تعزيز وترجمة هذا الحب والولاء للوطن من خلال إحياء التراث والثقافة الوطنية والتاريخ منذ الصغر، وما وصل إليه الشباب في الوقت الحالي من مؤثرات ثقافية أثرت في تشكيل سلوكه الفكري والثقافي، وذلك في غياب الدور الأساسي في تشكيله، وهو الأسرة والمعلم بعد سيطرة عوامل أخرى من جوانب أخرى المنتديات الثقافية ووجود العديد من الثقافات الأخرى أو نتيجة الالتحاق بالدراسة الخارجية أو من خلال التحاقة بمدارس أجنبية داخل الوطن، ومن جانب آخر نحتاج إلى توازن ما بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل ولا أن نبدد اللغة العربية كلغة أم، وعند التوظيف تكون اللغة الإنجليزية من المتطلبات الأساسية في التوظيف، وما يحدث فهو عكس ما نراه في الدول الأجنبية من تعزيز للغة العربية كاللغة الأم لديهم ويليها مهارات أخرى، ولذا نحتاج وقفة تربوية من احتضان الفئات الشبابية بالتوجيه والإرشاد في ظل هيمنة ثقافية خارجية مفروضة علينا، وبالأخص الأجيال الحالية لديها وعي ثقافي وتكنولوجي على درجة عالية من الكفاءة والمسؤولية، ولكن بحاجة ماسة إلى توجيههم من مختصيين ومسؤولين وأصحاب قرار ودعمهم من خلال البرامج الفعالة، والتي تتناسب وثقافتهم الحالية ومزيد من الملتقيات الثقافية؛ لما فيها من إفادة إيجابية تجدد الأفكاروتلقي الضوء على الخلل والظواهر المحيطة بنا، ووفق الله كل من يخطو خطوة لصالح الهدف العام وهو الوطن.