28 أكتوبر 2025

تسجيل

مرحباً بالعام الهجري الجديد

28 أكتوبر 2014

اليوم هو الرابع من شهر محرم الذي دخلناه مع وداع عام هجري كامل من أعوام العمر، فما أسرع ما مضى وانقضى، وما أعظم ما حوى، فكم من حبيب فيه فارقنا، وكم من اختبار وبلاء فيه واجهناه، إن الليالي والأيام خزائن للأعمال، أيام تمر وأعوام تتكرر، وأجيال تتعاقب على درب الآخرة، فهذا مقبل وهذا مدبر، والكل إلى الله يسير. فانظروا احبابنا في صحائف أيامكم التي خلت، ماذا ادخرتم فيها لآخرتكم، مطلع العام الهجري الجديد مثله مثل باقي سنوات العمر تبرُز الحاجةُ الفرديّة والجماعية إلى المراجعة والمحاسبة فيعيد الانسان حساباته ليُصلَح حاضره ويُخطَّط للمستقبل لمراجعة حاله وإدراك ما تبقَّى من حياته؛ بحيث يكون غدُه خيرًا من يومه، ويومُه أفضلَ من أمسِه، وعامُه الجديدُ أفضلَ من عامه المنصرِم، فالعاقل من راجع حساباته، ويتزوَّد من الأعمالِ الصالحة ويحقَّق توبةً نصوحًا إلى ربّه مما مضى منه من الذنوب وما حصل منه من الهفوات. ها نحن ولجنا عاما هجريا جديدا بكل هدوء واطمئنان دون ان نبدي مظاهر الاحتفالات كما هي متبعة في عيد المسيح او كما نعرفها بالعام الميلادي التي يكثر تبادل التهاني والاحتفالات بها، على عكس حلول العام الهجري التي لا تشهد اى مظاهر للاحتفال، ويؤكد ذلك ما جاء من السلف الصالح ان الاصل لا توجد احتفالات وتهان ٍ، وهذا رد على بعض الذين يتساءلون عن حكم تبادل التهاني في بداية السنة الهجرية الحقيقة ان العام الهجري لم يعد له بريقه السابق حين ننتظر حلول الشهر يلي الشهر وننتبه لبلوغ مداه في آخر السنة لاننا في قطر وبعض الدول العربية وبالاخص في دول المنطقة كنا مرتبطين ارتباطا وثيقا بالعام الهجري ويدعم ارتباطنا به استلام الرواتب في اخر كل شهر هجري، حتى تم التحول الى العام الميلادي الذي حل مكان العام الهجري وسحب البساط عنه وتركناه بعيدا لا نتذكره الا في المناسبات الاسلامية عيد الفطر وعيد الاضحى وبعض المناسبات الدينية الاخرى. العام الهجري له قدسيته فقد ورد في الروايات المنقولة عن الصحابة رضوان الله عليهم ان عمر بن الخطاب رضى الله عنه منع الخلاف حول التأريخ، وأن أبا موسى كتب إلى عمر أنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ، فجمع عمر الناس، فقال بعضهم: "أرخ بالمبعث"، وبعضهم: "أرخ بالهجرة"، فقال عمر: "الهجرة فرقت بين الحق والباطل"، فأرخوا بها"، ، فلما اتفقوا قال بعضهم ابدأوا برمضان، فقال عمر: "بل بالمحرم فإنه منصرف الناس من حجهم، وأشار علي بن أبي طالب وآخرون أن يؤرخ من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة لظهوره لكل أحد فإنه أظهر من المولد والمبعث. فاستحسن ذلك عمر والصحابة، فأمر عمر أن يؤرخ من هجرة الرسول وأرخوا من أول تلك السنة من محرمها. نسأل الله أن يكون العام الهجري الجديد عام خيرٍ وبركة وان نعتبر مما سبق ونخوض معركة الحياة في عام خال من المنغصات وان نعي ما حولنا لقوله عليه الصلاة والسلام ، (الكيِّس هو من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ). وسلامتكم