13 سبتمبر 2025

تسجيل

"الحاج" وماذا أنت فاعل

28 أكتوبر 2013

• مواقع التواصل الاجتماعي دخلت هذا العام بقوتها وسرعتها الفائقة ونقلت أدق حركة حجيج بيت الله الحرام " حجا مقبولا باذن الله " هذا شاب حمل على اكتافه حاجا طاعنا في السن لا تربطه به أي روابط أسرية غير حبل الله القوي وتلك امرأة ضريرة فقدت نعمة الابصار لكنها لم تفقد الامل " فرجعت بصيرة " وشباب ناشط سهر ليدل التائهين لوجهاتهم ويسقى العطشى ويطعم الجائع وبعضهم واكثر منهم ذرف الدموع هطولا وتزلفا ورجاء في اطهر بقعة وافضل ايام الله جميعها وغالبية اختزنت في دواخلها تجربة روحانية فريدة. • الكثيرون ادفقوا مشاعرهم وتلاحموا بصلواتهم وطوافهم في مواقف غائرة في الانسانية والتجرد من الآنا وهو تراصص ومشاهد لا تتكرر على آي مستوى اقليمي او عالمي فيطرح ذلك سؤالا فيصليا لماذا ينفرط هذا العقد الفريد بمجرد مغادرة الحجاج البقعة المباركة فتتداخل الامور وتختل الموازين وتسيل الدماء ولا نعني التراصص الجسدي للصلاة ولكن ما احوجنا ليرجع الحجيج بالقيم النبيلة وتطبيقات قول المصطفى صلى الله عليه وسلم " بعثت لاتمم مكارم الاخلاق " صحيح للحج خصوصيته كركن اساسي في الاسلام ولقدسية المكان الزمان وتجلياتها ولكن.. • ما أحوجنا لحاكم نزيه فطن يراعي حرمة شعبه ويسعى لرفاهيتهم ولتاجر أمين.. ولصديق صدوق.. قد لا يحتاج الطاعن في السن لتحمله على اكتافك في مسارات الحياة اليومية لكنه يحتاج إبتسامة عفوية ولجلسة مؤانسة ليفرغ شيئا من مخزون تجاربه لتسري النشوة في جسده.. يحتاج منك لتناول وجبة طعام يحبها.. او لتناوله جرعة دواء تضبط نبضات قلبه. • ماذا أنت فاعل؟ وشعبك يئن من ضغوطات المعيشة وانت ترفل في النعيم وحاشيتك في بذخ بغيض.. ماذا انت فاعل ورهط من العمال في شركتك يحسبون الدقائق لتفرج عن رواتبهم او لتقتطع جزءا من وقتك الثمين لمراجعة تظلماتهم التي لا تغادر حاجتهم لظل يظلهم من هجير الشمس..او لجرعة ماء تعوضهم تدفق عرق يتصبب غزيرا او لتلقي عليهم تحية عابرة ليحسوا الامان او لتؤدي وسط لابسي الابرول احدى فروض الصلاة المكتوبة ترجمة لمقولة "وجعلناكم كأسنان المشط ". • ما احوج مرؤسيك لدقائق لتستمع لافكارهم واقتراحاتهم وربما آهاتهم لتميز بين التقارير المعلبة التي تتلاقاها من " بطانة " تجميل الاوضاع وكله تمام ماذا لو دخلت لمحلاتك التجارية كمشتر لتميز بين المكتوين بنار الغلاء و" الربح الفاحش والحق الحلال " وبعيدا عن وسطاء لا يهمهم إلا حصد امتيازات الارباح التي هي من دماء غلابة جفت محافظهم الخاوية.. • لست واعظة ولا مرشدة ولكن ما اجمل ان يزين الحجاج حياتنا وحياتهم بما حصدوه من قيم انسانية بدلا من تبلد مشاعرهم وتجميد تجربتهم الفريدة والرائعة كالشهادات العلمية الورقية التي ارتضى حامليها ان تزين ارفف مكاتبهم.. همسة: تبسمك في وجه اخيك صدقة وازاحة الاذى عن الطريق صدقة.. ترجموا ما حصدوه في حياتكم اليومية وحجاً مبروراً وعوداً حميداً.