08 أكتوبر 2025

تسجيل

لماذا الخلاف في قيادة المرأة السعودية للسيارة؟

28 أكتوبر 2013

ليست معجزة قيادة سيارة فلم يعد أحد إلا ويتقنها حتى الاطفال وايضا اولئك الغرباء الذين تعلموا القيادة على شوارعنا.. والقضية التي تصاعدت حدتها في المملكة العربية السعودية الشقيقة حول قيادة المرأة للسيارة ليست قضية ذات بعد هام، فالمرأة السعودية أذكى من قيادة سيارة فهي تجاوزت هذه الحرفة لتصبح قائدة طائرة بجدارة ومنهن هنادي زكريا الهندي (مواليد 1978 في مكة) هي طيارة سعودية وتعتبر أول امرأة سعودية تقود طائرة، خاضت الاختبارات النهائية في أكاديمية الشرق الأوسط للطيران التجاري في عمان الأردن ولديها عقدا لمدة عشر سنوات مع الأمير الوليد بن طلال كي تكون طيارة خاصة لشركته.  قيادة المرأة السعودية للسيارة شابها الكثير من التناقضات والمغالطات في الآونة الاخيرة وهذا (ليس تدخلا شخصيا في شئون البلد العزيز) فما يربطنا أكبر من ذلك بكثير، بيد ان المسألة طالت مجتمعاتنا واثارت انزعاج سيدات المجتمع على وجه التحديد، لقناعتهن ان قيادة المرأة للسيارة لم يعد خروجا على المألوف والتقاليد والاعراف بل هي حاجة ملحة فرضتها ظروف التطور، واصبحت ممارسة المرأة الخليجية لحريتها الشخصية مكفولة في اطار ثقافتها المحافظة وتعاليم دينها الحنيف.  ان ما زاد من تعقيد المسألة (وفق رؤيتنا) تلك الفتاوى الصارمة من عموم مشايخ السعودية ومن هيئة كبار العلماء بتحريم قيادة المرأة للسيارة واشدها فتوى احد اعضاء كبار العلماء الذي علل ذلك بأن (المحاذير كثيرة وأخطر شيء أنها تعطيها الحرية، بأن تأخذ السيارة وتذهب إلى من تشاء من رجال ونساء) وعلل اخر رفضه بقوله (لا شك أن قيادة المرأة للسيارة فيها من المفاسد الكبيرة ما يربو على مصلحتها بكثير هذا فضلا عن أنها ربما تكون سلما وبابا لأمور أخرى ذات شرور فتاكة وسموم قاتلة).  فتاوى من هذا النوع تسيء لنا كمجتمع خليجي ولفتياتنا المنزهات (مع كل احترامنا لخصوصية كل دولة بقوانينها)، ونحن كمواطنين خليجيين لا نقبل تلك المعاني في فتاوى مشايخنا الكرام ولم يدر في خلدنا ابدا ان قيادة بناتنا للسيارة يقودهن للمفاسد ويكون بابا وسلما لامور اخرى ذات شرور فتاكة وسموم قاتلة.  محاولة السلطات السعودية مؤخرا إحباط حملة تهدف لإنهاء الحظر على قيادة المرأة للسيارة، يحتاج الى معالجة حكيمة تحفظ للمرأة السعودية شخصيتها، وحملة "من حقي أسوق" التي اطلقتها ناشطات سعوديات معنيات بحقوق المرأة تحتاج فعلا الى مناقشة هادئة ومعمقة دون انفعال وبعيدا عن تلك الفتاوى القاسية التي لم تراع ان تلك المرأة هي الام وهي الاخت وهي الزوجة وهي من اعمدة نهضة البلاد... حفظ الله الشقيقة الكبرى من اي سوء ومكروه. وسلامتكم