12 سبتمبر 2025
تسجيلأتى العيد ونحن ما زلنا نعيش حاله من الفقد لأشخاص ذهبوا عنا إلى أماكن بعيد ولكن جميل هذا الفقد عندما يكون الفقد متوجها إلى الله والبحث عن حاله صفاء ونقاء في تلك الأمكنة التي تعج بالإيمان والروحانية كيف لا وأن ترى الكعبة المشرفة والبيت الحرام وطيبه الطيبة وغيرها من الأمكنة التي تخفق لها القلوب ففقد كهذا جميل للغاية أما فقد الدنيا فإنه أمر لا قيمه له لأنه ذا قيمه دنيوية وليست دينيه ن واعتبارا من اليوم سوف يبدأ الحجاج يعودون وسنفرح بعودتهم كثيرا، رغم أن الحج اليوم ليس كما كان بالأمس فيه من المشقة الكثير بل اليوم هناك حاله من الراحة الكثير ومع ذلك فإن البعض يتذمر مما تقدمه حملات الحج أو بعثه الحج القطرية، أتى العيد وقلبونا كانت شاخصة نحو مكة بيت الله الحرام ونحن نشهد الحجيج وهم يطوفون البيت العتيق في مشهد جميل ورائع ذلك الذي يتم فيه هؤلاء مناسكهم، كل عام وانتم بخير وعساكم من عواده، كان العيد قبل أن تكون هناك اقنيه حديثه مثل الجولات وغيرها من أشكال التواصل الاجتماعي، فإن بطاقة المعايدة كانت الوسيلة الوحيدة لتقديم التهاني وكنت على المستوى الشخصي أرسل ما يقارب الألفي بطاقة بريدية فيها معايدة بالعيد السعيد وقد كانت مكلفه ماليا إلا أنه الطريقة الوحيدة بالتواصل مع الأصدقاء في شتى بقاع العالم، وكان الهاتف أيضاً وسيله من وسائل التواصل مع الأصدقاء، هكذا يتطور العالم ويتغير إلى أفضل مما كان عليه، إلا أن الجميل في الأمر أن الهدف واحد وهو خلق علاقة بينك وبين الآخر عبر فرحه العيد، رصدت العيد العام فوجدت أن الأغلبية أغلق باب منزله ولم يفتحه للأطفال من أجل استلام العيدية وهو تقليد شعبي والعيدية هي عبارة عن مبلغ مالي يتم توزيعه علي الأطفال أيام العيد ويعتمد المبلغ المادي علي عمر الطفل والقدرة الاقتصادية لمن يوزع العيدية وكان الأطفال في السابق يلبسون الملابس الجديدة ويطوفون الأحياء والبيوت ويعودون بعد ذلك للمنزل يعدون ما جمعوه من عيديه. والعيدية كلمة عربية منسوبة إلى العيد بمعنى العطاء أو العطف وترجع هذه العادة إلى عصر المماليك فكان السلطان المملوكي يصرف راتباً بمناسبة العيد للأتباع من الجنود والأمراء ومن يعملون معه وكان اسمها الجامكية. وتتفاوت قيمة العيدية تبعاً للراتب فكانت تقدم للبعض على شكل طبق مملوء بالدنانير الذهبية وآخرين تقدم لهم دنانير من الفضة وإلى جانب الدنانير كانت تقدم المأكولات الفاخرة. ففي أول أيام العيد كان الوزير الفاطمي أو المملوكي يسير يوم العيد من منزله ومعه كبار رجال الدولة في ملابسهم الجديدة إلى باب القصر ويظهر الخليفة في موكب مهيب وتكون ملابسه في العيد بيضاء موشاة بالفضة والذهب ومظلته كذلك وكان يخرج من باب العيد على عادته في ركوب المواكب إلا أن عساكره في هذا اليوم من الأمراء والأجناد والركبان والمشاة تكون أكثر عددا. وينتظم الجند للخليفة في صفين من باب القصر إلى المصلي ويركب الخليفة إلى المصلى ويدخل من شرفتها إلى مكان يستريح فيه فترة ثم يخرج محفوفاً بحاشيته قاصداً المحراب والوزير والقاضي وراءه فيصلي العيد. فإذا انتهت الصلاة وسلم صعد المنبر لخطبة العيد فإذا انتهى إلى ذروة المنبر جلس على الطراحة الحريرية بحيث يراه الناس ويقف أسفل المنبر الوزير والقاضي والحاشية ثم يشير الخليفة إلى الوزير بالصعود فيصعد إلى سابع درجة مقدماً إلى الخليفة نص الخطبة التي أعدها ديوان الإنشاء وسبق عرضها علي الخليفة. ويبدأ الخليفة في قراءة النص الذي قدم له فإذا فرغ من الخطبة هبط من المنبر ودخل المكان الذي خرج منه يلبث قليلا ثم يعود بموكبه ويحضر مع افراد الشعب موائد الولائم المختلفة. وفي العصر العثماني أخذت العيدية أشكالا أخرى حيث كانت تقدم نقوداً وهدايا للأطفال واستمر هذا التقليد إلى العصر الحديث. أتمنى أن تستمر هذه العيدية لأهميتها الاجتماعية.. فهل نفعل؟.