11 سبتمبر 2025

تسجيل

مبــادرة أم مغــامــرة ؟!

28 سبتمبر 2021

مبادرة (كن أنت المستضيف) والتي أطلقتها اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وأثارت بلبلة كبيرة بين فئات المجتمع؛ نظرا لكونها غريبة ولم يعتد عليها أهل قطر، ويمكن أن تكون فكرة مستوردة؛ نظرا لتعدد نسخ من بطولات كأس العالم السابقة في دول أجنبية نجحت هذه الفكرة فيها باعتبار أن هذا الأمر يعد دارجا في بعض الدول التي تستضيف عائلات فيها طلبة أجانب لقاء عائد مالي يتفق عليه الضيف والمستضيف، لكن هذه المبادرة والتي قال مدير مشروعها السيد خالد الجميلي بأنه لم يتح للمؤتمر الصحفي الخاص بإطلاقها أن يوضح ضوابطها وشروطها والأطر التي تقوم عليها في حال تنفيذها، ولذا يجب أن نعلم بأن هذا الخطأ الذي وقعت به اللجنة العليا للمشاريع والإرث ساهم نوعا ما في كل هذا اللغط الذي استبق لقاء السيد خالد في قناة الكاس مساء يوم الأحد الماضي للحديث بإسهاب عن هذه المبادرة التي ما كان لها أن تخرج بالصورة المختصرة، لا سيما وأنها فكرة جديدة لم يعتدها القطريون والعرب المقيمون في البلاد، فاستغرب الجميع من أنه يمكنهم أن يدخلوا غرباء إلى بيوتهم ليمكثوا فيها معهم طوال فترة استضافة مباريات كأس العالم وفي بعض الأحيان لحين انتهاء تأشيرات الدخول للضيوف التي تُمنح لهم قبيل قدومهم للدولة، وكان يجب أن تأخذ حقها من الشرح الوافي في حينها لتخرج للناس بصورتها الوافية والكافية وتسد باب التأويل الخاطئ الذي أُثير حين طرحها، وفتحت نافذة واسعة للتفسيرات العشوائية التي يمكن أن تجد لها في المقابل تبريرات مقنعة، ذلك لأنها حديثة العهد بالبيئة القطرية القائمة على عادات وتقاليد محافظة لدى أهلها الذين وإن عُرف عنهم كرم الضيافة والترحيب بالضيوف واستضافتهم إلا أن إدخال غرباء إلى بيوتهم دون أن يلموا بفكرة المبادرة بصورة وافية لم يكن له ذلك الأثر المعروف عن خصال أهل قطر في إكرام الضيف وإيوائه، وكان يمكن تفادي كل هذا بالشرح المفصل للمبادرة الجديدة كليا على المواطنين والمقيمين، لكنها بلا شك تبقى مرهونة بالتجربة، وكل جديد يجب أن يواجه بالصعوبات في بادئ الأمر؛ حتى يعتاد الكثيرون الأمر، وهي سوف تبقى في النهاية تجربة مرت وعشناها بكافة إيجابياتها التي يحاول أصحاب الفكرة تمريرها وفق ضوابط تناسب طبيعة المجتمع القطري وقيم الدين فيه وإطار العادات والتقاليد المعروفة عن أهله أو بسلبياتها التي يمكن أن تظهر حين تنفذ في حينها ولا تجد قبولا كما كان يتوقع أصحابها، وهذا الأمر وارد جدا لغرابة استضافة الضيوف الذين سوف يحضرون ويدخلون بيوت مواطنين ومقيمين قبلوا استضافتهم، وقد يطرأ طارئ يمكن أن تكون هذه التجربة بالنسبة لهم مرة أو حلوة أيضا. حين قدمنا ملف استضافة كأس العالم 2022 كنا نعي جيدا بأننا أمام تحديات جمة، وسوف نتعرض لعراقيل وأفكار جديدة قد يتقبلها المجتمع وقد يرفضها، لكن يجب أن نعلم بأن القائمين على مشروع الاستضافة هم أيضا جزء من هذا المجتمع وإن تخللتهم عقول أجنبية تم استيرادها للاستفادة من خبراتها، ولكن تم تعليمها بثقافة المجتمع القطري وما الخطوط الحمراء التي يقف الجميع عندها والخطوط الصفراء التي يتاح للبعض تجاوزها، والمساحات الخضراء يمكن الانطلاق في رحابها لإنجاح هذه الاستضافة العالمية التي نحظى بها كأول دولة خليجية عربية إسلامية شرق أوسطية تستطيع أن تتقدم على كبار الدول مثل الولايات المتحدة، ويستطيع ملف الاستضافة الذي قدمته الدوحة أن يحظى بالإعجاب والأصوات الأكبر لتقود دولة عربية أنظار العالم من خلال بوابة مونديال كرة القدم، وعليه تبقى كل تجاربنا الجديدة لهذه الاستضافة خاضعة للنجاح والفشل، وبما إن بعضها لربما لن يكون قابلا للإعادة لكنها سوف تظل دروسا وذكريات يمكن توريثها لأجيالنا أو إسقاطها من الذاكرة وتناسيها، وكان الله بالسر عليما!. [email protected] @ebtesam777