10 سبتمبر 2025
تسجيلحقيقة وبدون أي مراوغة أو (تبهير) بت أشك في سلامة قوى الرئيس المصري الحالي عبدالفتاح السيسي، الذي كلما واجه انتفاضة شعبية ضده ومحاولات لإزاحته ومطالبته بالتنحية عن كرسي الحكم خرج على استحياء يحاول أن ينتقي كلماته العاطفية ويلامس قلوب المصريين من باب الدين وحب الوطن، ويتحدث بهدوء في محاولة التأثير على الصفوف الأمامية من الإعلاميين والفنانين المحسوبين على سيادته ليقوموا بعدها بإكمال ما عجز عنه الرئيس العاطفي وجر الغلابة والمغلوبين على أمرهم إلى صف الرئيس الذي أكمل سبع سنوات منذ انقلابه الدموي على شرعية الدكتور الراحل الرئيس محمد مرسي رحمه الله، والذي توفاه الله في سجون السيسي وسط شكوك مؤكدة بأنه تعرض لإهمال طبي أودى بحياته ومصر نحو انحدار سياسي واقتصادي وإنساني شنيع، ناهيكم عن التبعية التي باتت ملاصقة لمصر منذ أن تولى السيسي سدة الحكم فيها لبعض الدول الخليجية التي عملت هي الأخرى لإسقاط حكم مرسي الذي كان سيمثل لهم شوكة تعيق مؤامراتهم ليس في مصر فقط، وإنما في بعض الدول العربية كما هو حاصل الآن للأسف. بالأمس خرج السيسي ولأول مرة معلقاً على مظاهر التحرك الشعبي الذي بدا هذه المرة أكثر إصراراً على الهتاف ضد من يراه المصريون بأنه السبب الأول في إنهاكهم اقتصادياً ومعيشياً ليعلق بكل (نهوصة وسهوكة) أن هؤلاء ويقصد الجموع التي خرجت تهتف ضده وتطالبه بمغادرة حكم مصر إنما غُرر بهم، وتمت دعوتهم للتظاهر وإقناعهم بأنهم قد تعرضوا للظلم والاضطهاد وسوء المعيشة فكان من السهل خداعهم فخرجوا دون اقتناع للهتاف ضدي، ومن حرضهم لا شك أنهم فئة معروفة لدينا ويعرفها الشعب المصري المتوحد مع قيادته، وأظن أنه بهذا التصريح الباهت كان يقصد كالعادة جماعة الإخوان التي يسجن السيسي معظم صفوة قادتها ويجري حاليا تصفيتهم ببطء من إهمال طبي وصحي وتجريدهم من كل حقوقهم الإنسانية والدينية كعادة السيسي ومن معه من الأبواق الإعلامية المأجورة التي ترمي بوبال حكم السيسي من مشاكل وسوء معيشة المواطن المصري على عاتق الإخوان، بالإضافة طبعاً إلى قطر وتركيا كما جرت العادة في قنواتهم وصحفهم الصفراء. كما أسهب السيسي كعادته في العزف على وتر الدين، الذي يبرع فيه دائما بالقول إنه لا يمكن أن يحكم بغير ما شرع الله وأنه شخصياً لا يعمل شيئاً ضد الله بحسب قوله في تعليق يبدو ساذجاً ولا يمكن أن يُنسب لرئيس بلد بحجم مصر أو ما كانت عليه في الواقع، لأن مصر اليوم لا يمكن أن تُقارن بمصر الأمس ومكانتها الآن لا يمكن أن تقف جنباً إلى جنب مكانة مصر البارحة، وطبعاً الفضل في هذا كله يعود لما بدأ عليه عصر مصر الحالي في عهد السيسي الانقلابي الذي من الطبيعي أن يلوح بالقسوة والعنف ضد كل من يقف أمام حكمه، الذي أخذه عن طريق السلاح والعسكر حتى وإن بدت كلماته ناعمة ومسلكه في هذا ديمقراطياً لكن تبقى مشاهد رابعة الشهيرة مثالاً حياً على ما ارتكبه هذا النظام من مجازر في حق الشعب المصري وما يفعله طوال سبع سنوات يعيش فيها المواطن في غلبة من أمره تحاصره الضرائب المرتفعة والغلاء الذي يزداد كل فترة، وصعوبة لقمة العيش التي لا تكاد تكفي قوت عائلته، ويأتي السيسي ليقول هناك من غرر بالمواطن ليخرج ويهتف ضد النظام، متناسياً أن الفقر والحاجة والقهر والمرض والظلم كلها أسباب قهرية ودوافع قوية للهتاف ضد النظام ومطالبة رأس هذا النظام بأن يتنحى ويحاكم على كل ما فعله في مصر والمصريين، الذين ليسوا بحاجة لمن يغرر بهم وظروفهم أكبر وأقوى محرض على التظاهر الذي ندعو الله فيه أن يحقن دماء كل المصريين ويحفظهم ويحفظ بلادهم الجميلة لتعود أجمل بإذن الله. @[email protected] @ebtesam777