31 أكتوبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); من أكثر الأسئلة التي تؤرق متخصصي التكنولوجيا، والقياديين المؤمنين بالتطور التكنولوجي هو: لماذا يميل الناس لإنجاز معاملاتهم الحكومية أو البنكية عن طريق الحضور شخصياً (الطريقة القديمة)، ويعزفون عن إنجازها إلكترونياً؟ في هذا المقال سأسلط الضوء على أحد الأسباب الرئيسية لذلك.عندما تتقدم بطلب للحصول على بطاقة ائتمانية في بعض البنوك، فإن البنك يضع رسوم "تأمين المشتريات" بشكل افتراضي في الطلب، وشهرياً عليك دفع نسبة من مشترياتك الشهرية كتأمين (غالباً ٢٪)، ولإلغاء هذه الخدمة عليك زيارة البنك وتقديم طلب إلغاء هذه الخدمة. تشير الأبحاث والإحصاءات إلى أن أغلب الناس لا يتقدمون بطلب الإلغاء أبداً، بالرغم من أنهم لا يحتاجونها وغير مقتنعين بها، ولكنهم يتكاسلون عن إلغاء "الوضع الافتراضي".هذا ما يسمى في علم النفس تأثير الوضع الافتراضي The Default Effect، ويسمى في علم التسويق Opt — in Opt — out Effect.قد تستغرب مثلاً أن نسبة المتبرعين بالأعضاء بعد الوفاة في ألمانيا ١٢٪، بينما في النمسا هي ٩٩٪، بالرغم من أن الشعبين لديهما نفس مستوى التعليم والثقافة، بل ويتحدثان نفس اللغة، والسبب في ذلك أن الوضع الافتراضي في ألمانيا أن الشخص لا يرغب في التبرع بأعضائه بعد وفاته، وعليه الذهاب لأحد مراكز التبرع بالأعضاء للتوقيع على وثيقة التبرع. بينما في النمسا فإن الوضع الافتراضي أن الشخص يرغب في التبرع، وعليه الذهاب لأحد مراكز التبرع بالأعضاء للتوقيع على وثيقة الممانعة.من ناحية نفسية، فالإنسان غالباً لا يميل لتغيير الوضع الافتراضي.يمكنك الآن تخيل كيف سيكون الإقبال في بلادنا على الخدمات الإلكترونية لو كان الوضع الافتراضي هو إنجاز المعاملات عن طريق الموقع الإلكتروني، والوضع غير الافتراضي هو الذهاب شخصياً لإنجاز هذه المعاملات.أدعو الشركات الوطنية، والبنوك، والوزارات الحكومية لإغلاق شبابيك المعاملات الورقية والحضور الشخصي، ويكون التقديم وإنجاز المعاملات بشكل أساسي عن طريق الموقع الإلكتروني في الإنترنت، والحضور الشخصي يكون فقط للحالات الاستثنائية. عندها فقط سيتغير الحال، وسترجح كفة المعاملات الإلكترونية.