15 سبتمبر 2025

تسجيل

الشفافية فى الملف الأمنى الخليجي

28 سبتمبر 2013

قبل ايام تناولت الصحافة الخليجية والعربية الشأن الخليجى من زاوية علاقته مع حزب الله اللبناني، حيث تركزت تحليلاتها ورؤى كاتبى المقالات فيها، بما فيها كاتب هذه السطور، على نية السلطات الخليجية الأمنية فى كل من الدول الست، بدء المواجهة الامنية والسياسية مع حزب الله. أما عن أولى هذه الاجراءات فهى قيام الاجهزة الأمنية بدول الخليج، باعداد كشوف وقوائم بأشخاص لبنانيين ومن جنسيات عربية وايرانية وعراقية ويمنية، يشتبه بانتمائهم لحزب الله، او على الاقل تعاطفهم ودعمهم للحزب، تمهيدا لاتخاذ اجراءات عقابية ترمى الى محاصرة مصالح الحزب فى دول الخليج. وبالرغم من أن هذه الاجراءات تلاقى تأييدا كاسحا من قبل الخليجيين، الا أن هناك نقطتين يجب ابرازها لمعرفة المزيد من المعلومات والحقائق بهذا الشأن. وأولى هاتين النقطتين تتمثل فى التساؤل عن السبب الذى جعل دول الخليج تغض الطرف عن الحزب وأعضائه والمتعاطفين معه طوال تلك السنين الماضية؟ فهل السلطات الخليجية اكتشفت للتو خطر حزب الله على دول الخليج؟ وهل كانت هذه السلطات تخشى ان تتواجه أمنيا مع الحزب؟ أم انه صبر هذه السلطات واتخاذها أسلوب التروى لمتابعة تحركات هؤلاء الاعضاء هو الذى جعلها تقرر هذه الاجراءات الآن؟ أما النقطة الثانية فهى تتعلق بالاجراءات التى سوف تنتهجها السلطات الخليجية لمواجهة الحزب، فى حالة قيام الاخير بارتكاب جرائم أمنية وارهابية على الأرض الخليجية، ردا على الخطوات الخليجية بحضر التعامل مع الحزب، وابعاد كوادره والمنتمين له. فهل هناك اجراءات خليجية جاهزة للتعامل مع ردة فعل حزب الله؟ وهل شعب الخليج مستعد نفسيا ووطنيا لمثل هذه المواجهة؟ وما الذى ستقدمه مختلف شرائح المجتمع الخليجى من مساندة ودعم للمساهمة فى التصدى لمثل هذه السيناريوهات؟ اننا كخليجيين وكقيادات تعمل بمنظمات المجتمع المدني، وكاعلاميين ومفكرين مؤمنين بمبادئ الوحدة الخليجية، لنا الحق فى ابداء مثل هذه التساؤلات، ولنا الحق فى الحصول على الاجابات الوافية من الأخوة المسؤولين بكل شفافية. فحماية الجبهة الداخلية الخليجية، وحماية النظام السياسى وشعب الخليج، ليست فقط مسؤولية السلطات الخليجية، بل مسؤوليتنا جميعا وبهذه الاوقات العصيبة بالذات. فالعالم من حولنا ينتظر الفرصة للانقضاض علينا، خصوصا مع ضعف المنظومة العربية القومية. ولهذا ولأن الأمن مسؤوليتنا جميعا، فكما يجب على السلطات الخليجية الجهر بالصوت عاليا ضد كل من يريد المساس بالأمن الخليجي، فان على مؤسساتنا المدنية الخليجية الوقوف صفا واحدا والجهر أيضا بأن الأمن الخليجى هو سيد اجنداتنا وفلسفتنا.