17 سبتمبر 2025

تسجيل

20 عاماً بين جدران التعليم؟

28 أغسطس 2023

العودة إلى المدارس، هي عنوان هذه المرحلة الزمنية على مدار هذا الأسبوع، وبعدها سيتأقلم الجميع مع الموسم الجديد، من أولياء الأمور، والطلبة، والقائمين على حركة المرور، والتُجار الذين يستثمرون العودة إلى المدارس في جميع الإعلانات بغض النظر عن علاقتها بالتربية والتعليم. فكافة أنواع الأغذية غير الصحية متوفرة بخصومات كبيرة من لحوم مصنعة، وخُبز مُحسّن، ورقائق البطاطس المقلية بزيوت مهدرجة، والعصائر المكونة من نكهات اصطناعية وسُكريات خطرة، ولتبدأ المغامرات الدراسية!. ما يهمّنا هنا ليس الخصومات على «القريدس» بمناسبة العودة إلى المدرسة، بل الطلبة. وعليه، لماذا يتوجب على الطفل في العام 2023 أن يكون طالباً في المدرسة لمدة 15 عاماً وربما أكثر، ليكون في فصل دراسي من 6 إلى 8 ساعات يومياً؟ الجواب ببساطة، لأن هذه هي المدة الزمنية التي يستغرقها الأهل في الوظيفة قبل أن يتقاعدوا من دوامة الحياة الوظيفية، وبالتالي دوام المدارس للأطفال هو دوام الموظفين في نظام العبودية المهنية الذي يُهيمن على العالم منذ عصور. من المنطقي أن تتطلب الدراسة في العصور السابقة تواجد الطفل وتنشئته فكرياً وتربوياً وتلقينه المواد التعليمية على مدار 15 عاماً، بمعدل 8 ساعات يومياً، وذلك، قبل ثورة الاتصالات المعلومات. ولكن اليوم، ما الذي يستدعي اتباع هذا النظام التعليمي نفسه؟ ينشأ الطفل اليوم على سهولة استخدام التكنولوجيا، والتفاعل، والتواصل، والحصول على المعلومة. وفي شبابه، بالتأكيد لن تكون المدرسة هي مصدر المعلومات له، وإن كانت المصدر الذي من المفترض أن يكون أكثر ثقة، ولكننا نشك في ذلك، مع الصيحات التعليمية الجديدة المتعلقة بحقوق المثليين في الغرب، ومحاولة فرضها على المجتمعات في المناهج الدراسية بالمستقبل، ومدى استعدادنا في نظامنا التعليمي العربي إلى ذلك. أشعر بالتعاطف مع الطفل الذي سيقضي 15 عاماً بين الفصول الدراسية، وإن كانت اليوم أغلب الفصول الدراسية تواكب التحولات في مجال التعليم سواء في مجال الابتكار والتكنولوجيا والأنشطة البدنية والفكرية، ولكن دخول الأطفال دوامة الزمن هذه مخيفة. يتخرج الطالب من المدرسة بعمر 17 عاماً في الحد الأدنى، ومن ثم 4 سنوات في الجامعة، فتبدأ حياته المهنية في 21 إذا كان محظوظاً بإيجاد عمل بالسرعة المطلوبة، وما هي إلا سنوات بسيطة حتى يرى نفسه في الـ30، فتتبدل أولوياته من الابتكار إلى الادخار وبناء الأسرة والبقاء في هذا الصراع، ويُعامل في وظيفته، ومن خريجي الجامعات حديثاً على أنه Old school، ومن ثم يُشار إليه بـ»عمّو»! لا بُد من مراجعة حقيقية في عدد سنوات الدراسة. فهل سيتجرأ القيمون على التعليم في مجتمعاتنا على تقديم مقترحات جدية في هذا الشأن، أم أننا سننتظر التعليمات الغربية في تطوير التعليم وتحسينه؟ على أساس أنها جزء من هذا العالم، وأننا عاجزون عن تصميم نظام تعليمي مُبتكر يقلب الموازين لمصلحة الأجيال الجديدة؟.