13 سبتمبر 2025
تسجيلإشكاليتنا عميقة، كنا خلال عقود التنمية السابقة نبحث عن الكاتب، ونشتكي من قلة عدد الكتاب وندرتهم ولا نزال، مقارنة بغيرنا من دول الخليج الأخرى، كانت القراءة مجالاً مفتوحاً وأفقاً شاسعاً، الكل يريد أن يقرأ لكن الرافد الوطني من الندرة بشكل يجعل من المجتمع يصاب بخيبة أمل بين رغبة في القراءة في الشأن المحلي وندرة الكتاب أصحاب الشأن فيه، ما بين غمضة عين وانتباهتها انقلب الوضع رأساً على عقب، هناك فجوة معرفية اخترقت الصفوف لتحل محل القراءة وتدفع في نفس الوقت الى ازدياد عدد الكتاب خاصة من العنصر النسائي، استطيع أن أصفها من خلال عاملين: العامل الاول هو العامل التقني من وسائل الاتصال المجتمعية الحديثة التي حولت القارئ الى مجرد جهاز تسجيل آلي وليس عقلا يفكر والعامل الثاني البحث عن اثبات الذات لدى العنصر النسائي في مجتمع ذكوري دفعهن ايجابياً نحو الكتابة بل والابداع فيها. على الجانب الآخر تطلب الوصول الى مواقع التأثير في المجتمع والشعور بوجود الذات أساليب أخرى ليست الثقافة والقراءة من أبجدياتها كما كان متصوراً في السابق الأمر الذي أدى الى العزوف عن القراءة أو عما يُكتب، وقد ذكر لي أحدهم قائلاً أنت لمن تكتب ؟ هناك ما هو أجدى من ذلك واسرع مردودا للوصول لمواقع التأثير اختصاراً للوقت في المجتمع لا يعير سمعاً للقراءة او لمن يقرأ، أفترض أن الكتابة عندي مصدر ريع وليس بحثاً وتعبيراً عن ذات بالدرجة الاولى؟،. فبالتالي تجد تراكماً في الاحاديث لكنها ليست تراكماً نوعياً نتيجة للقراءة انما هو تراكم كمي نتيجة ملاحظات وانطباعات. خسارة المجتمع للقراءة خسارة كبيرة وخطيرة، لا يمكن تعويضها، ووجود كتاب من غير قراء يعني انهم زيادة عن الحاجة وطاقات معطلة عليها ان تبحث عن عمل انتاجي آخر. نبشوا معي عمن يقرأ حتى أجد أنا وغيري من الكتاب معنى لوجودنا في مجتمع لا يقرأ.