17 سبتمبر 2025

تسجيل

أبناؤنا الطلبة ومسؤولية مشتركة

28 أغسطس 2022

بحمد الله بدأت الدراسة في المدارس ومعها تبدأ معاناة الوالدين وزيادة المسؤولية وخاصة من لهما طلاب في المرحلة الأولى التي تتطلب جهدا أكبر وتعاونا أكثر منهما. ولا شك أن هذه المسؤولية لابد أن تكون مشتركة بينهما، فلا يجب أن يكون الاعتماد فقط على الأم التي يركن إليها الأب وما عليه إلا أن يتحمل تكاليف طلبات واحتياجات الأبناء وبالتالي يبعد شيئا فشيئا عن المساعدة وتحمل المسؤولية بحجة العمل رغم ادراكه اليقين أن الأم لديها نفس العمل ومن ذلك فهي من تذهب لمحلات القرطاسية ومن تشتري الزي المدرسي ومن تتسوق مع الأبناء لاختيار احتياجاتهم التي تتزايد كلما زادت سنوات الدراسة وخاصة أن المناهج تتغير وبالتالي تتطلب احتياجات مختلفة. إن وجود أبناء في المدارس معناه أن هذا الأمر لا بد أن يجد الاهتمام الكبير من جانب الأسرة، ودخول الأبناء لتلقي العلم والمعرفة هو السبيل لمستقبلهم وما سيكونون عليه في قابل حياتهم ومن هنا تتحدد مسؤولياتهم هم أيضا. ولكن المسؤولية لا تنحصر فقط في توفير تلك الاحتياجات المالية والمادية لهم فقط وبالتالي تلقيهم للعلم والدراسة، إنها مسؤولية أخرى تقع على عاتق الأسرة ألا وهي المحافظة على أخلاقيات الابناء ومتابعتهم من خلال تبادل الحوار معهم ومناقشتهم ومحاولة استنطاقهم حول بعض الأمور التي قد يرونها وهم لا يدركون كنهها ويمكن إفهامها لهم فالكثير من الأمور والأخطاء التي نراها في بعض المدارس فالطلبة قد تبدو منهم سلوكيات مختلفة حسب البيئة والتربية والتي قد يتأثر بها الأبناء ويمارسونها دون ادراك منهم لما تعنيه حيث إن هؤلاء الطلبة تتوفر عندهم الهواتف الخلوية وأجهزة الكمبيوتر المتعددة الاستخدام التي توفر لهم موضوعات كثيرة قد يتعلمون منها ما يضرهم ولا ينفعهم بل قد يمتد الأمر إلى محاولة بعض الطلاب إغراء زملائهم بتداول بعض المواد التي قد تسبب لهم الأسى والقهر وبالتالي خسارة كل شيء، وهذا الكلام ينطبق على الطالب والطالبات، ولا يحل هذا الأمر إلا إشراف الوالدين وخاصة للذكور ومتابعتهم والإشراف على سير نمط حياتهم في المدرسة وسلوكياتهم والقصور في أداء واجباتهم المدرسية ومدى الانتباه او التشتت في الفصل بالإضافة إلى ملاحظة أي تغيير في سلوكيات الابن او البنت في البيت مما يجعلها في مأمن من حدوث شيء لا يحمد عقباه وتدارك الأمر قبل أن يستفحل، وبالطبع كل ذلك مشاركة بين الأب والأم في ذلك وتحمل كل منهما المسؤولية حتى نستطيع حماية أبنائنا وتوصيلهم إلى بر الأمان.