27 أكتوبر 2025

تسجيل

طريق المجد!

28 أغسطس 2016

إذا دعتك الظروف لأن تكون جالسا في غرفة الملابس في استاد ازادي وانت تسمع هدير آلاف المشجعين الذين أتوا لمؤازرة منتخب بلادهم قبل أقل من ساعة أمام أول خطوة من تسعين دقيقة من آصل تسعمائة دقيقة على الطريق المؤدي إلى موسكو، فعليك التفكير مليا بانك أمام واحدة من أهم الخطوات في حياتك المهنية كلاعب كرة القدم.. فعليك أن لا ترهق نفسك كثيرا بالتفكير بالخصم وقوته ونوعية لاعبيه بل بالتفكير بان لديك الكثير لتقدمه لتحظى في صيف 2018 بفرصة الوقوف أمام العالم ونشيدك الوطني يعزف في المونديال وأنت تقف بشموخ وثبات وبفخر بلحظة ستحتفظ بها وتحكيها وترويها للأجيال. طريق المجد طريق تصنعه أنت وزملاؤك..فكر كثيرا كيف ستجعل كل قطري فخورا بك.. فكر كيف بانك حين تودع حياتك الكروية سيكون فيها ما يجعلك أنت وابناؤك واحفادك من بعد ذلك فخورين بما قدمته وهو شيء لا توصفه الكلمات.. ستودع كرة القدم لتصبح علما رياضيا في بلدك يشار له بالبنان. في هذا الوقت بالذات انس هدير مشجعي منتخب إيران وفكر بانك لست أقل من غيرك وانهم ليسوا أفضل منك وانك امام فرصة لتغيير خريطة كرة القدم ووضع نفسك في المكانة التي تستحق.. لو خسرت فسوف يطويك الزمن مع ذكريات كثيرة لا نحب أن نتذكرها فاحرص أن تكون واحدة من أجمل تلك الذكريات..هناك الكثيرون يتمنون أن يكونوا في تلك اللحظة. لحظة ارتداء قميص منتخب الوطن والقتال في أرضية الملعب والسير على طريق المجد المؤدي إلى موسكو..أنت فقط تستطيع كتابة تاريخ جديد لنا...أنا مثلا لست في موضع يدعوني لكتابة سطر من سطور المجد..أكبر حدود قدراتي هي كتابة سطر بالحبر مخلوط بروح حماسية تتمنى أن تشاهد علمي وعلمك يرفرفان في المونديال..لكن الحقيقة انك أمام لحظة تاريخية تتعلق بك أنت..انت فقط على الصعيد الشخصي ونحن كأمة متمثلة في شخصك أنت فإن فزت فزنا وان خسرت خسرنا. كثيرون يتمنون نصف فرصة مثل هذه فيما أنت الان أمام تلك اللحظة الاستثنائية التي تستطيع من خلالها القتال في كل "إنش" في أرضية ملعب إزادي في تسعين دقيقة مليئة بالكفاح والقتال لتكون راية الادعم هي الفائزة. نعم تستطيع..فنحن لا نراهم أفضل منا ولا الأوزبك في الحقيقة أفضل منا ولا الصينيون ولا اخوتنا في سوريا ولا حتى الكوريين الجنوبيين..الحقيقة ان نتائجنا معهم سابقا لم تكن جيدة، لكن الأهم ان تغيير كل هذا يبدأ في الجزء الصغير المستلقي داخل قفصك الصدري ويضخ الدم ويضخ الحياة. اقرأ كلامي بتمعن ومن الآن حتى الوصول لملعب ازادي اصنع عالما من الخيال فيه لحظات أنت فيها بطل قومي يهتف الكل باسمك وادخل إلى الملعب وحولها لحقيقة.. حقيقة تسعدنا جميعا.