27 أكتوبر 2025
تسجيلفي مطلع الاسبوع الماضي تصاعد حديث الناس عن ظهور نجم سهيل، الذي يعد بداية انكسار حدة الحر على معظم أنحاء منطقة الخليج العربية وتبلغ عدد أيامه 53 يوماً مقسمة على أربعة منازل الأول منها يعد آخر الصيف أما المنازل الثلاثة الأخرى تبدأ من فصل الخريف ، ومنها تخف حدة الحر في أوله بشكل تدريجي، وتتلطف الأجواء في فترة المساء، ويعتدل الليل مع مرور الأيام، ثم يبرد في آخر سهيل. وقد لاحظنا في مناطق متفرقة من شبه جزيرة قطر تنوع اختلافات المناخ من موقع لاخر حيث تشهد المناطق الشمالية والغربية هذه الايام هطول امطار الخير وتصاعد تحذيرات الارصاد الجوية من موجة غبار وضباب يحيط بالدوحة العاصمة قادمة من المناطق الشمالية وهذا مؤشر لبدء استهلال ظهور نجم سهيل الذي يستبشر العرب منذ القدم بظهوره في الأفق حيث يمثل ظهور هذا النجم على تحول الظروف الجوية. وتقول العرب: إذا طلع سهيل لا تأمن السيـل. وقالت العرب لطلوع سهيل: «إذا طلع سهيل، برد الليل وخيف السيل وامتنع القيل ولأم الفصيل الويل ورفع الكيل» وأيضا قولهم: «الصيف أوله طلوع الثريا وآخره طلوع سهيل ، وتزداد فرصة تساقط الأمطار فيه وتبدأ هجرة طيور الماء كالبط، وكذلك القميري، وتصرم النخيل. نجم سهيل حضوره قوي في التراث العربي بالعموم وتراث الجزيرة العربية بالخصوص ، ويؤكد المؤرخون ان حضور سهيل في الدراسات والكتب يدل على اهتمام العرب بالنجوم ومعرفتهم الوثيقة بارتباط ظهور النجوم بالتغيرات المناخية ودخول المواسم واسترشادهم بها في رحلاتهم عوضاً عن تفصيلهم في لمعان هذه النجوم، فنجم سهيل له الحظوة العليا في هذا التراث ، وكثيرا ما يعطر شعراء الفصيح والنبط قديماً وحديثاً قصائدهم بذكر /نجم سهيل/ إما رمزاً لزمن، أو إشارة لجهة، ولا يحيط بذلك شيء لكثرته. من مطلع شهر اغسطس الجاري كان موعد دخول موسم نجم /سهيل/ كما حدده الفلكيون حيث بدأت الشمس بالانكسار وتراجعت حدة الحرارة، ومالت الأجواء للاعتدال والبرودة ، وفي شمال الجزيرة العربية يظهر مع بدايات شهر سبتمبر القادم ، ويشير الباحثون الى ان تغير الأجواء غير مرتبط بالنجم أو تأثير النجم على الأرض بل هو توقيت تعرف عليه سكان الجزيرة قديماً لمعرفة بداية النهاية لفصل الصيف . نجم سهيل كمعظم نجوم السماء يختفي عن الأنظار فترة من السنة ثم يعود إلى الظهور فترة أخرى تبدأ في صبيحة الرابع والعشرين من أغسطس من كل عام ثم يأخذ ظهوره بالتقدم يوماً بعد يوم إلى أن يرتقي وسط السماء منتصف الليل في نهاية ديسمبر ثم يظهر بعد غروب الشمس في الأفق الجنوبي الغربي مع نهاية مارس وبعدها يختفي لفترة أو يستتر من مطلع مايو حتى يطلع من جديد في 24 أغسطس ويكون بعد هذا الوقت مرئيًا وقت الشفق الصباحي قبل طلوع الشمس بمدة لا تقل عن 20 دقيقة. ونجم سهيل يعد من ألمع النجوم في السماء وله مسميات عدة عند العرب فهم يسمونه البشير اليماني ونجم اليمن وسهيل اليماني أيضًا وسبب نسبته إلى اليمن كونه يطلع من جهة الجنوب ويظهر مقابلا لنجم القطبي الشمالي فهو يشير إلى جهة الجنوب ، وظهوره علامة على انتهاء رياح السموم، وبشير خير بقرب هطول الأمطار واستفادة الأرض منها . ونردد مع قول المؤرخين والفلكيين قديما //إذا طلع سهيل لا تأمن السيل// وسلامتكم